

“The only real science is the knowledge of how a person should live his life. And this knowledge is open to everyone.”
― A Calendar of Wisdom: Daily Thoughts to Nourish the Soul
― A Calendar of Wisdom: Daily Thoughts to Nourish the Soul

“ص67
ان العلوم التي تدعي انها إنسانية وتدور في نطاق المرجعية المادية الكامنة تنطلق من الايمان بأنه لا توجد عناصر إنسانية عالمية او طبيعة بشرية ثابتة أو مستقرة خاصة، فما يوجد هو ممارسات وعقائد لا ينتظمها إطار...
فكل شيء في ذلك الانسان حادث، بل عرضي وطارئ، ومن ثم محتمل الوقوع والزوال..
وهذا يعني في وقع الامر انه لا توجد معيارية إنسانية، أي لا توجد سوى معيارية موضوعية شيئية. إن ما يحدث هو الغاء ثنائية الانسان/الطبيعة، أي ثنائية الجنس البشري/الأشياء، ليسود عالم الكم والأرقام والنماذج الاختزالية البسيطة التي قد تعطي من يستخدمها راحة كبيرة ومقدرة على الإنجاز، ولكنها تفكك الانسان تماما ثم تقتله.
ص68
ولكن هناك النموذج الاخر الذي يرى الانسان ظاهرة متفردة متجاوزة (ربانية) لا يمكن مساواته او تسويته بالكائنات الطبيعية. ولا شك أن الانسان يحوي كثيرا من العناصر الطبيعية، وهي عناصر لابد انها تخضع بشكل ما -وفي بعض جوانبها- الى التجريب الطبيعي وتدخل شبكة السببية الصلبة. لكن الانسان يظل يملك ما يتحدى التجريب وما لا يمكن معرفته ولا يمكن استيعابه داخل هذه الشبكة، اذ ان أي محاولة من هذا النوع لابد أن تبوء بالفشل.
ولذا، فان أكثر النماذج التفسيرية كفاءة -حسب هذا التصور- هي النماذج المنفتحة الفضفاضة التي تعترف بثنائية الانسان والطبيعة، وبأن القيم البشرية والقيم الأخلاقية والغائية النابعة من مركزية هذا الانسان هي المرجعية النهائية لدراسة ظاهرة الانسان، وان هناك ما يمكن معرفته وادخاله في الشبكة السببية الصلبة والمطلقة، وذلك مع تأكيدها بأن هناك أيضا ما لا يمكن معرفته او اصطياده – ومن ثم فان الوصول الى تفسيرات كاملة وحلول نهائية امر مستحيل...
ومن هنا ظهرت مدرسة الهرمنيوطيقا والتأويل التي تنظر الى الانسان باعتباره ظاهرة مركبة تستعصي على التفسير من خلال النماذج الطبيعية المادية.
ص69
ومن ثم فن استراتيجية أنسنة العلوم بالنسبة الى هؤلاء تتكون من: استرجاع مفهوم الطبيعة البشرية ككيان مركب لا يمكن ان يرد للنظام الطبيعي، ولا يسوى مع الأشياء الطبيعية – أي استرجاع الثنائية التقليدية. وان تم استرجاع مفهوم الطبيعة البشرية، فانه سيتم معه استرجاع القيم الإنسانية والأخلاقية كقيم أساسية في عمليات البحث العلمي في مجال الطبيعة والانسان.”
― الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان
ان العلوم التي تدعي انها إنسانية وتدور في نطاق المرجعية المادية الكامنة تنطلق من الايمان بأنه لا توجد عناصر إنسانية عالمية او طبيعة بشرية ثابتة أو مستقرة خاصة، فما يوجد هو ممارسات وعقائد لا ينتظمها إطار...
فكل شيء في ذلك الانسان حادث، بل عرضي وطارئ، ومن ثم محتمل الوقوع والزوال..
وهذا يعني في وقع الامر انه لا توجد معيارية إنسانية، أي لا توجد سوى معيارية موضوعية شيئية. إن ما يحدث هو الغاء ثنائية الانسان/الطبيعة، أي ثنائية الجنس البشري/الأشياء، ليسود عالم الكم والأرقام والنماذج الاختزالية البسيطة التي قد تعطي من يستخدمها راحة كبيرة ومقدرة على الإنجاز، ولكنها تفكك الانسان تماما ثم تقتله.
ص68
ولكن هناك النموذج الاخر الذي يرى الانسان ظاهرة متفردة متجاوزة (ربانية) لا يمكن مساواته او تسويته بالكائنات الطبيعية. ولا شك أن الانسان يحوي كثيرا من العناصر الطبيعية، وهي عناصر لابد انها تخضع بشكل ما -وفي بعض جوانبها- الى التجريب الطبيعي وتدخل شبكة السببية الصلبة. لكن الانسان يظل يملك ما يتحدى التجريب وما لا يمكن معرفته ولا يمكن استيعابه داخل هذه الشبكة، اذ ان أي محاولة من هذا النوع لابد أن تبوء بالفشل.
ولذا، فان أكثر النماذج التفسيرية كفاءة -حسب هذا التصور- هي النماذج المنفتحة الفضفاضة التي تعترف بثنائية الانسان والطبيعة، وبأن القيم البشرية والقيم الأخلاقية والغائية النابعة من مركزية هذا الانسان هي المرجعية النهائية لدراسة ظاهرة الانسان، وان هناك ما يمكن معرفته وادخاله في الشبكة السببية الصلبة والمطلقة، وذلك مع تأكيدها بأن هناك أيضا ما لا يمكن معرفته او اصطياده – ومن ثم فان الوصول الى تفسيرات كاملة وحلول نهائية امر مستحيل...
ومن هنا ظهرت مدرسة الهرمنيوطيقا والتأويل التي تنظر الى الانسان باعتباره ظاهرة مركبة تستعصي على التفسير من خلال النماذج الطبيعية المادية.
ص69
ومن ثم فن استراتيجية أنسنة العلوم بالنسبة الى هؤلاء تتكون من: استرجاع مفهوم الطبيعة البشرية ككيان مركب لا يمكن ان يرد للنظام الطبيعي، ولا يسوى مع الأشياء الطبيعية – أي استرجاع الثنائية التقليدية. وان تم استرجاع مفهوم الطبيعة البشرية، فانه سيتم معه استرجاع القيم الإنسانية والأخلاقية كقيم أساسية في عمليات البحث العلمي في مجال الطبيعة والانسان.”
― الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

“ص66-67
والسؤال الذي لابد أن نطرحه هو: هل يمكن تأسيس علوم إنسانية دون معرفة الانسان؟ هذا ما حدث بالفعل في العلوم الإنسانية الغربية اذ اختفت الإشارات الى الطبيعة البشرية تماما فيها، ولا يمكن الحوار الا من خلال المؤشرات الكمية والجداول والقرائن المادية المباشرة.
وحينما ترسم هذه العلوم صورة الانسان، فانه يكون انسانا طبيعيا وظيفيا ذا بعد واحد – آليا يتحرك في اطار الدوافع والمثيرات. ويقسم الى الذات والذات العليا والهو، ويدفعه الإيروس والثاناتوس (فرويد) او النماذج الاصلية (يونج). وكما يقول علي عزت بيجوفيتش، فلقد تم طرد النفس من علم النفس.....
أما في علم الاجتماع، فقد أعلن دوركهايم ان الظواهر الاجتماعية مستقلة عن الأفراد، وتتمتع بسلطة قاهرة تفرض نفسها على الافراد عن طريق الاكراه، وان الضمير الفردي صدى للضمير الجمعي. فعندما يتكلم ضميرنا فمعنى ذلك أن المجتمع هو الذي يتكلم فينا....
أما الانثروبولوجيا (علم الانسان!) فهو يؤكد ان الانسان ليس له طبيعة وانما له تاريخ. وان كانت له خاصيات عند الولادة، فهي مجرد استعدادات شفافة لا تصمد امام مؤشرات المحيط القادر على تشكيل الانسان كيفما شاء. ففي الانسان لا توجد دوافع نفسية ثابتة – اللهم الا دافع الجنس والاكل، اما دافع المعرفة والعاطفة والتملك وغيرها فهي في نظر بعض الدراسات الانثروبولوجية متغيرة تظهر وتختفي بحسب عوامل البيئة.
كما سعت النظريات التاريخية (المادية) الى بيان ان الانسان كائن تشكل عبر التاريخ وعبر علاقاته مع الطبيعة ومع الاخرين وأنه قبل ذلك لم يكن انسانا، وليس في طبيعة الانسان خاصيات أولية مشتركة بين الناس لأنه ليس للإنسان طبيعة.”
― الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان
والسؤال الذي لابد أن نطرحه هو: هل يمكن تأسيس علوم إنسانية دون معرفة الانسان؟ هذا ما حدث بالفعل في العلوم الإنسانية الغربية اذ اختفت الإشارات الى الطبيعة البشرية تماما فيها، ولا يمكن الحوار الا من خلال المؤشرات الكمية والجداول والقرائن المادية المباشرة.
وحينما ترسم هذه العلوم صورة الانسان، فانه يكون انسانا طبيعيا وظيفيا ذا بعد واحد – آليا يتحرك في اطار الدوافع والمثيرات. ويقسم الى الذات والذات العليا والهو، ويدفعه الإيروس والثاناتوس (فرويد) او النماذج الاصلية (يونج). وكما يقول علي عزت بيجوفيتش، فلقد تم طرد النفس من علم النفس.....
أما في علم الاجتماع، فقد أعلن دوركهايم ان الظواهر الاجتماعية مستقلة عن الأفراد، وتتمتع بسلطة قاهرة تفرض نفسها على الافراد عن طريق الاكراه، وان الضمير الفردي صدى للضمير الجمعي. فعندما يتكلم ضميرنا فمعنى ذلك أن المجتمع هو الذي يتكلم فينا....
أما الانثروبولوجيا (علم الانسان!) فهو يؤكد ان الانسان ليس له طبيعة وانما له تاريخ. وان كانت له خاصيات عند الولادة، فهي مجرد استعدادات شفافة لا تصمد امام مؤشرات المحيط القادر على تشكيل الانسان كيفما شاء. ففي الانسان لا توجد دوافع نفسية ثابتة – اللهم الا دافع الجنس والاكل، اما دافع المعرفة والعاطفة والتملك وغيرها فهي في نظر بعض الدراسات الانثروبولوجية متغيرة تظهر وتختفي بحسب عوامل البيئة.
كما سعت النظريات التاريخية (المادية) الى بيان ان الانسان كائن تشكل عبر التاريخ وعبر علاقاته مع الطبيعة ومع الاخرين وأنه قبل ذلك لم يكن انسانا، وليس في طبيعة الانسان خاصيات أولية مشتركة بين الناس لأنه ليس للإنسان طبيعة.”
― الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان

إذا كانت التمارين الرياضية ضرورية للحفاظ على صحة جسم الإنسان وسلامته، فإن القراءة تُعد تمرينًا ممتازًا للحفاظ على صحة العقل. فالقراءة تتطلب مجهودًا ذه ...more

أما أمازون كيندل فهي سلسلة من أجهزة القراءة الإلكترونية التي صممتها وسوقتها شركة أمازون. تمكّن أجهزة أمازون كيندل المستخدمين من تصفح وشراء وتنزيل وقرا ...more
Assem’s 2024 Year in Books
Take a look at Assem’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends…
Favorite Genres
Polls voted on by Assem
Lists liked by Assem