Status Updates From فن الحياة

إن السعي وراء المادة هو بطبيعة الحال جشع لا يقف عند حد، ويدفعنا الى طلب إمتلاك المزيد دوماً على حساب توازنات العالم الاجتماعية و البيئية. وهذا يلحق الضرر بسعادتُنا الفردية التي خلافاً لأكاذيب الدعاية، لا تَنشأ عن المال و الخيرات المادية.

ألحّ هيلل، حكيم يهودي عاش في مطلع القرن الاول للميلاد، قائلاً،: (( لا تفعل بقريبك ما هو مكروه لديك، هذه هي الشريعة كلها، أما الباقي فليس إلا شرحاً لها )).

الأعتراف بجهلنا الخاص هو إذاً في أساس البحث عن الحكمة.

يستحيل عليّ في مواجهة الرعب، وأمام وجع طفل لا حد له، و إزاء ترحيل ملايين الأبرياء و إبادتهم، أن أفهم و أوافق على ما يجري. إن الشر يثير استنكاري فأرفض أن أجد مبرراً لهُ. على أن هذا الوعي للطابع المأساوي و غير المقبول لبعض الاحداث لم يصرفني يوماً عن حب الحياة. فما زلت أعتقد أنها جديرة بأن تُعاش بالرغم من كل شيء.

حكماء العالم أجمع، من كونفوشيوس إلى سبينوزا مروراً بأبيقور و أفلوطين أو مونتين، أورثونا مفاتيح تتيح لنا تغذية حياتنا الباطنية وتنميتها: قوامها قبول الحياة كما هي، و معرفة النفس و تعوّد التمييز، و العيش في ((هنا والآن))، و ضبط النفس، و إحلال الصمت داخل الذات، و إجادة الاختيار و المسامحة.

وجود الإنسان واقعة حقيقية، أما أسلوب عيشه فهو فن من الفنون.