Status Updates From تاريخ المؤسسة الدينية الشيع...

المحقق الكركي والشيخ القطيفي

لو لا كثرة المشاغل والالتزامات لما تركتُ هذا الكتاب قبل قراءة مرَّتين متتاليتين على أقل التقديرات؛ لا لما يطرح من أحداث، فهي في الغالب أحداث نعرفها، ولكن لكيفية تناوله للحدث وممنهجيته الجميلة في احتمالات الإثبات والنفي.
الدكتور جودت القزويني مُفكِّرٌ مريح، فهو لا يفرض عليك نتائجه ولا يستصغر الآخرين ولا يُسخف أقوالهم.
وصلت إلى المشاكل الطائفية والسياسية التي واجهها العامليون..

من أهم ما أراه في تاريخ مدرسة الحلة مسألة سياسية دقيقة وخطيرة، أترك التعليق عليها إلى المراجعة النهائية، وإلى ذاك الحين أؤكد على الأهمية الكبرى لحقبة المدرسة الحلية في تاريخ الفكر الشيعي الأعم من الفقهي وغيره، وتاتي هذه الأهمية من عاملين رئيسيين، أولهما الحركة النقدية التي قاده ابن إدريس الحلي (قدس سره) في قبال خط المُقلِّدة الذي امتدَّ من فِقه شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره)، وأمَّا الثاني فالعلاقة مع القوى السياسية.

سيرٌ موفقٌ.. وضوحٌ في الرؤية..

عند منعطف مدرسة الحلة نتمكن من التأسيس الإرجاعي وعلى وجه الخصوص فيما يخص علمي السياسة والكلام، كما ونتمكن من إرجاع عقلية الاجتهاد إلى بعض أصولها المهمة.

يطرح المؤلِّف عناوين بحثية مهمَّة في إطلالة علمية موضوعية على (تاريخ مدرسة بغداد)، وقد فهمت من بعض ما قرَّره قوَّة الدوافع السياسية في صياغة الواقع الفكري للمجتمع والأمَّة، وهذا ما أراه واضحًا في سياسة الانفتاح والتقريب التي تبنتها الدولة البويهية.

استزادات مهمَّة أحصلها من هذا الكتاب الراقي.

أقرأ هذا الكتاب للمرة الثانية؛ لما وقفت عليه من أهمية معرفية ولدتها منهجية الدكتور جودت القزويني في توثيق الحقائق التاريخية، ومرتكزها "الانتقال من الواقع إلى النص"، وقد يصح أن نعبِّر عنها فلسفيًا بطريق الإثبات الإنِّي.
في الواقع هي منهجية خطيرة بقدر ما هي غاية في الانتاج الدقيق؛ وذلك لما تشترطه من تجرد متقدم جدًّا عن البناءات المسبقة في حال البحث والنظر.
أحترم موضوعية الدكتور جودت وإن اختلفت معه في بعض مواطن البناء