Status Updates From La Dernière Nuit

راح يتصور بسذاجته بأن من شأن أخطاء الآخرين ان تخفف من ثقل أخطائه، وأنه مهما يرتكب لاحقاً فإنهم عند مساءلته عن جريمته سيضطر الجميع على التسليم بأنهم بضمائر مثقلة بالخطايا تماما كضميره.

لطالما رافقت المرارة ارنولد إلى الباب ، فهو ينتمي إلى أولئك الحسّاسين الذين يكفيهم القليل من البرود حتى ينطووا على أنفسهم.

من أنا على هذه الأرض؟ ما هي مزاياي ؟ أحيانا تسيطر على فكرة إنهاء حياتي . ألم تكن حياتي قد انتهت بالفعل ؟ ألن يكون من الافضل أن أتخلص منها على الفور ؟

الرجل الذي بلا عائلة ، بلا أصدقاء، بلا ثروة ، ماذا يمثل إذن على سطح الأرض؟ هكذا راح يفكر . أي كائن سوف يضع على عاتقه مهمة الدفاع عنه ؟

كم مرة أعتقد بأن السعادة قد أصبحت بين يديه! فلم تكن يداه لتمسكا سوى الدخان !
لا ينبغي ان يكون سعيداً على الإطلاق. حتى وإن تعمد خداع مصيره، وتمكن بأن يكون سعيداً من ورائه، فإنه سرعان ما يعيده عدوه الخفي هذا إلى صف التعساء حيث هو منذور دائما.

سأنام ، من يدري ، ربما سأستفيق سعيداً.. إن لم أستفق ، فلن أنتبه إلى شئ .

هناك ضيق عميق ينبعث من كل كيانه . يمكن القول إنه وقد يئس من ضعفه قرر أخيراً الاستسلام لما هو عليه .

( هذا كثير.. لم يعد بي قوة .. ) تمتم أخيرا. ولم يكن يعرف ما هذا الكثير، ولا لأي مهمة يحتاج القوة. ( إني أعاني .. إني حزين) . أضاف قائلا . كان يتوهم الكلمات .( هل أنا أكثر تعاسة مما أعتقد ؟ )

هل في وسع هذه الليلة خلافا لما سبقتها من الليالي ، أن تُنسي كآبة النهار الذي يشارف على نهايته.

عندما لا يكون لدينا ما يمكن أن نُلام عليه...لا ينبغي الفرار..

ماذا يفعل ؟...أين يذهب ؟
وراح يصغي إلى الوقع الرتيب الصادر عن خطواته التائهة.....

تردد لحظة ، لكن الرغبة في أن يُبرز جمال روحه راحت تستحوذ عليه مُجدداً..أليس خلاصه في المحكّ ؟
لذلك لا ينبغي عليه أن يتراجع.....

بالرغم من كل شيء ..أليس لهذا الألم فضائله وهو يصنع صداقة تجمع كائنين لا يعرفان بعضهما البعض....؟

وحده الله من يطلع على روحه..، أما هو على الأقل فبإمكانه أن يقرأ في الجميع الخير كما الشر......

لا ينبغي أن يكون سعيداً على الإطلاق ، حتى وإن تعمد خداع مصيره ، وتمكن بأن يكون سعيداً فإنه سرعان ما يعيده عدوه الخفي هذا إلى صف التعساء حيث هو منذور دائماً......

في مساء الوحدة هذا ، يحس بحنين العودة إليها ، له أقارب وأصدقاء لكنه مدفوع بشعور جارف لمناجاة العالم بالتخلي عن كل الذين بإمكانهم مواساته لصالح امرأة غريبة......