Status Updates From فقه الاستدراك

اعلم أن الله يقبلك حيث كنت فلا يطلب للاستدراك مؤهل ولا موسم معين، وإن الخير مختبئ خلف الشروع في العمل وإقبال القلب بعد توفيق الله، وليس بزمان فاضل، فاستدرك على نفسك من اليوم، وزد من الخير؛ فرب الذي تبقى من العمر أن يكون أقل مما تقدم

فمن جاءك ودعاك: إلى الهدى ائتنا ..فكــن لينا معه، وتفاعل مع قوله، ولا تفسد مضمون النصح البليغ بسوء التبرير والتسويغ، وكأن نفسك غالية عندك حتى إنك لا تسمح لأحد أن يمسها،
ولو بنصيحة تقلُّها من عثراتها، وتأخذ بها إلى ما فيه خيرها وعزها

كان الفضيل بن عياض يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إذ سمع :(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )،قال: بلى يا رب قد آن! فرجع، فآواه، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام)

إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق؛ فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم، في الصدقة، ..في الجهاد، ونشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر
مالك

يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:
أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ….
وإنما فضلت الصدقة حال الصحة؛ لأنَّ الشح غالب فيها، فإذا تصدق كان أصدق في نيته، وأعظم لأجره،

أن النبيَّ ﷺ قال: فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله
وهذا فضل يعم عامة الأعمال، فالعبادة في أيام الفتن أعظم أجرا ، فيجد مبتغي الاستدراك في ذلك نافذة حسنة للتعويض

ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله)
كاد عقل الإنسان أن يطيش من ضخامة الأجر!.
حراسة ليلة أفضل من عبادة نحو مائة سنة فماذا على المسلم لو سطر في صحيفـة عمله ، ساعات من الحراسة وأياما من الرباط

سمعت عثمان يقول إني كتمتكم حديثا سمعته من رسول الله
كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل
قال المناوي وعليه فحسنة الجهاد بألف

إلا أن ثقافة التزهيد من المال تحتفظ بموقعها في الطرح الدعوي، رغم أنها من المفاهيم التي تُعرض مشوهة عن الشريعة؛ وذلك أن بعض المشتغلين بالدعوة فهم أن الزهد يعني التزهيد في المال،
والحق أن الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة
ابن تيمية

التخفف من الشواغل، ومتابعة وسائل التواصل، ومن التصدر العلمي، وهو النجاة بعينها في العرف العسكري، والأمر أهون في التصدر الوعظي،
ويبقى كذلك حتى يُحصل من العلم نصابا تجب فيه الزكاة، فعندئذ يقوم بنشر العلم، والرجاء أن يُفتح له فيه

فالتضرع لله له أثر عجيب في استمطار التوفيق الإلهي على قلبك، بل ينبغي للعبد أن يتعامل مع الدعاء كما يتعامل الرضيع مع ضرع أمه؛ فإنه يعلم أن نجاته فيه، وهلاكه في تركه، وكذلك المتضرع لربه يعلم أنه لو ترك التضرع يهلك، ولو تمسك بـه نجا

يقول العز بن عبدالسلام:

والله لن يصل أحد إلى شيء إلا بالله، فكيف يوصل إلى الله بغير الله

وكثيرًا ما تساءلت عن سر اختصاص نوع من العبادة بأجر نوع آخــر مــن العبادة على وجه التحديد حتى قرأت قولا لابن عبد البر يقول فيه:
" والفضائل لا تدرك بقياس، ولا مدخل فيها للنظر، وإنما فيها التسليم والتعلم والشكر "

وفي الحديث:

قال : ( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة )

والإنسان لا يقول إلا: كثر خير الله وطاب.

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم }

هذا وعد من الله، وقد سمعت شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي يقول :
لزوال الكون أهون على الله أن يَعِدَكَ وعدًا ثم يخلفك إياه !

وأما القصد الذي ينبعث منه -إرادة التدارك - فله تعلق بالحال؛ وهو موجب ترك كل محظور هو ملابس له، وأداء كل فرض متوجه عليه في الحال، وله تعلق بالماضي؛ وهـو تـدارك ما فرط، وله تعلق بالمستقبل؛ وهو دوام الطاعة ودوام ترك المعصية إلى الموت

من رأى نفسه متوفرا على الخير جميع نهاره فليشكر الله، وإن لم يكن فليعزم على تلافي ما سبق من تفريطه، وليحضر في قلبه أن نهار العمر له آخر تغرب فيه شمس الحياة، وعند ذلك يغلق باب التدارك، فليس العمر إلا أيامًا تنقضي جملتها بانقضاء آحادها

أن عمر بن الخطاب الله أطال صلاة الضحى، فقيل له :
صنعت اليوم شيئًا لم تكن تصنعه ؟ فقال : إنه بقي علي من وردي شيء ، فأحببت أن أتمه وتلا هذه الآية: ﴿وَهُو الَّذِي جعل الليل والنهار خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكر أَوْ أَرَادَ شكورا }

تفيض عيون بالدموع السواكب

وما ليَ لا أبكي على خير ذاهب

على العمر إذ ولى وحان انقضاؤه

بآمال مغرور وأعمال ناكب

على غرر الأيام لما تصرمت

وأصبحت منها رهن شؤم المكاسب

على زهرات العيش لما تساقطت

بريح الأماني والظنون الكواذب

يقضي هم فوات الدين على هم فوات الدنيا إذا اجتمعا
فبعد أن حصلت الهزيمة يوم أحد بعد أن خالفوا النبي، وفاتت الغنيمة أشيع أن النبي قد قتل، فغطى هذا الهم الثقيل على هم فوات النصر والغنيمة، فلما تبين أنه حي لم يكترثوا بما فاتهم من ذلك

الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله"

أي: كأنما انتزع منه أهله وماله وبقي وحده منفردا في الدنيا
فالدنيا ممر والآخرة مستقر، ولو رأيت في الناس من يؤثر خزفا يفنى على ذهب يبقى لا تهمته في عقله، فكيف بما بين الدنيا والآخرة من تفاوت