Status Updates From متن العقيدة الطحاوية: بيان ...

"ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين". أوكل الله للكرام الكاتبين تسجيل كل ما يقوم به العبد من أعمال، بل وحتى تتهيأ الملائكة بالكتابة بمجرد أن يهم العبد بعمل الحسنة أو ارتكاب سيئة، فقد جاء في الصحيحين أن الله تعالى أمر ملائكته ألا يكتبوا السيئة التي يهم العبد بأن يفعلها حتى يفعلها، وأن يكتبوها حسنة إذا هم العبد بفعلها ثم تركها ولم يرتكبها من خشية الله.

اللهم يا ولي الإسلام وأهلِه، ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به.

يكفّر الخوارج أهل الذنوب، بينما يقول المُرجئة أنه لا يضر مع الإيمان أي ذنب، لأن الإيمان عندهم هو التصديق فحسب. ويُذكر أن أحد المرجئين مرّ برجل مخمور، فشتمه المخمور، فقال له: هذا جزائي جعلت إيمانك كالصديق. إذن هما عقيدتان متضادتان، والحق قوامٌ بين ذلك، ليس فيه غلو الخوارج ولا جفاء المُرجئة. كان ذلك شرح الشيخ عبدالرزاق البدر لهذه الفقرة من العقيدة الطحاوية.

العرش أعظم مخلوقات الله. ثار لغط حول تفسير معناه، ففسره المتكلمون بأنه المُلك، ولكن هذا يتعارض مع آية:(ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية-سورة القيامة). والقرآن نزل يخاطبنا بمقتضى لسان العرب وقت نزوله، فلا معنى لمحاولة تأويل تتعارض مع المعنى الصريح للكلمة. ولكن لماذا يؤلون؟ لأنهم اعتقدوا أن استواء الله على عرشه يستدعي الحاجة لهذا العرش، لكنه قياس فاسد على احتياج الإنسان لما يستوي عليه. إنهم ينسون أن الله ليس كمثله شيء.

(الله محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطةِ خلقَه). يشير الإمام الطحاوي إلى صفة العلو التي أثبتها الله لنفسه في الكتاب والسنة. بالإضافة إلى أن الله أعجز خلقه عن الإحاطة به.وقد استخدم البعض هذا "العجز عن الإحاطة" لإنكار رؤية المؤمنين لله يوم القيامة، وتأويل الرؤية على غير الرؤية البصرية.لكن الرؤية لا تلزم الإحاطة، فنحن نرى السماء مثلا ولا نحيط بكل تفاصيلها وأبعادها، وكذلك المخلوقات كالشمس والقمر، والله أعظم من خلقه

لازلت مع هذه الرحلة من سلسلة شرح الشيخ عبد الرزاق البدر لمتن العقيدة الطحاوية، صادفت هذه الصفحة الحلقة ١١ وفيها شرح لمفهوم القدر والكتابة في اللوح المحفوظ. جاء في الحديث أن الله أوحى إلى القلم فكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ وذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. وبالتفكر في هذا المعنى، تجد إنه دليل على إحاطة علم الله بخلقه، فالخالق ليس من يخلق فقط بل من يدبر كل أمور خلقه وفقا لعلم مسبَق.

يعزو المؤلف الزلل في فهم الصفات إلى أمرين النفي والتشبيه. للأسف بالغت بعض الفرق في تنزيه الخالق فجرّهم ذلك إلى "تعطيل" صفاته ونفيها لأنهم بقياس عقولهم لا يستطيعون تخيل أن يكون للرب يداً مثلا مع أن الرب هو الذي أخبر عن نفسه بذلك. ومن ناحية أخرى بالغ آخرون في إثبات الصفة فوقعوا في مزلق تشبيه الخالق بخلقه. والحقيقة أن الخروج من هذه المزالق لا يتم إلا بالرجوع للقرآن الذي أثبت لله صفاته مع التأكيد على أنه "ليس كمثله شيء".

من أكرمه الله بحفظ كتابه، يستلم شهادة الإسناد عن شيخه الذي تلاه عليه وصولاً لمن؟ وصولاً لسيدنا محمد عليه السلام، عن جبريل عن الله سبحانه وتعالى. ينتهي الإسناد إلى الله لأن القرآن هو كلام الله وليس مخلوقاً خلقه الله كخلقه للبشر وغيرهم من المخلوقات. فإذا قال قائل أن القرآن مخلوق، فمعنى ذلك أن كلام الله مخلوق ككلام البرية وهذا القول يشبه قول أحد كبار المشركين الوليد بن المغيرة عندما وصف القرآن أنه قول البشر.

لن تفهم متن العقيدة الطحاوية إلا بشروح الشراح والمفسرين، لماذا؟ ليس لتعقيد العقيدة الإسلامية، ولكن لأن متون العقيدة تفند وترد على معتقدات المبتدعة بدون ذكر السياق. فمثلا اعتقد الجهمية أن الله اتصف بالخالق بعد ظهور آثار خلقه، وأنه لم يتصف بهذه الصفة قبل خلقه للخلق. تجد في المتن أن الله لم يستفد اسم الخالق من خلق الخلق، كما أنه استحق اسم المحيي قبل إحياء الموتى، وذلك بدون إشارة للجهمية.هنا يأتي دور الشارح ليوضح السياق.

كنت أتعجب أن متن العقيدة الطحاوية لا يزيد عن ثلاثين صفحة تقريبا، لكن اتضح أن هذا هو العرف عند تصنيف هذه المصنفات. فالغرض منها هو "التأصيل" وليس "التفصيل"، ثم يأتي دور الشُرّاح في تفصيل وتفسير ما جاء في المتن. كذلك كان الغرض من هذه المصنفات المختصرة بيان ما يميز المعتقد عن ضلالات المبتدعين والمتكلمين والمخالفين للمعتقد الإسلامي.