سلطان | Soltan’s Reviews > تذكرت ليلى؛ شرح أدبي للمبتدئين في علوم العربية على القصيدة المؤنسة ونظرات في ديوان المجنون > Status Update

على مثل ليلى يقتل المرؤ نفسه .:. وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليليَّ إن ضنُّوا بليلى فقربا .:. ليَ النعش والأكفان واستغفرا ليا

فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي .:. وأنت التي إن شئت أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عِدًى .:. يرى نِضْوَ ما أبقيت إلا رثا ليا

فقلتُ حمامَ الأيك ما لك باكيا؟ .:. أفارقتَ إلفًا أم جفاك حبيبُ؟

قال المجنون وقد خُيرت ليلى بينه وبين خاطب لها
ألا يا ليل إن مُلِّكتِ فينا .:. خيارك فانظري لمن الخيار
ولا تستبدلي مني دَنِيًّا .:. ولا بَرَما إذا حُبَّ القتار
يهرول في الصغير إذا رآه .:. وتعجزه ملمات كبار
فمثل تأيم منه نكاح .:. ومثل تمول منه افتقار
قال ذلك -رحمه الله- في خاطب ليلى فبدهي أنه ضد ذلك فلم يكن يهرول في الصغير ولا تعجزه الملمات الكبار بل كان يطلب الملمات هو لعلو همته وثبات فؤاده! هذا المجنون قبل أن يجن!

قال المجنون:
ولا سُمّيت عندي لها من سَمِيَّةٍ .:. من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
وذكر الأصفهاني أن أباه وعشيرته اجتمعوا إلى أبيها فوعظوه وناشدوه الله والرحم أن يزوجه إياها فأبى وزوجها رجلا من قومها فذهب عقل المجنون. ونصح الناسُ أباه أن يحج به إلى بيت الله، فيدعوا هناك أن يعافيه الله، فحج به أبوه، فلما صارا بمِنى سمع صائحا في الليل يصيح"يا ليلى!" فصرخ صرخة ظنوا أن نفسه قد تلفت وسقط مغشيا عليه. خلعتَ قلبي وأرقتَ دمعي

خاطرة:
حين تسمع عن المجنون وسيرته وتقرأ شعره تجد في قلبك شيئين، أحدهما الشفقة عليه ويسبقك لسانك للدعاء له، والآخر "لماذا؟! يا أخي اسلُ! من هذه التي تفعل بالرجل ذلك؟! ومن هذا الرجل الذي يفعل بنفسه ذا على امرأة؟!" وقد يسبق أحدهما الاخر بحسبك أنت وما ترى. أما أنا فأرى ما رأى أبو الطيب :
مما أضر بأهل العشق أنهم .:. هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم .:. في إثر كل قبيح وجهه حسن