Marwa’s Reviews > جمالية الدين: معارج القلب إلى حياة الروح > Status Update

ما العلاقة بين الصدق والإحسان؟ يربط الشيخ فريد مفاهيم ممكن نكون عارفينها بس بنفهمها بشكل أعمق بتفسيره. سمي أبوبكر رضي الله عنه صدّيقا بسبب تصديقه الفوري للرسول بعد حادثة الإسراء والمعراج. وصدق سيدنا إبراهيم الرؤيا في ابنه.هذه الدرجات العليا من الصدق هي الإحسان،لأن الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه. هذه الحالة العليا من الإيمان بالغيب وتصديقه هي الإحسان.لذلك ندعو لمن نحب بأن يكون مع الصدّيقين والشهداء لعلو هذه المنزلة

نعرف أن الإحسان هو "أن تعبد الله كأنك تراه". واستحضار "كأنك تراه" هو ما ينتج عند استشعارنا الإيمان. فاستحضار الإيمان بالله وملائكته وكتبه واليوم الآخر كل ذلك إنما هو استحضار للمضمون الغيبي للدين والذي هو جوهره الحقيقي.
يمكن عشان كده كان أول تعريف للمتّقين في بداية سورة البقرة أنهم "الذين يؤمنون بالغيب" قبل "ويقيمون الصلاة"، عشان دي البداية لأي عمل تعبدي.

عندما تصل ربك فيصلك، وتقترب منه فيقرّبك، وترى ذلك حقاً وتشاهد جماله ذوقاً ووجدانا، تكون قد عرفت الله وعرفت كرمه العظيم. لكن أنت؟ هل دخلت؟ هل طرقت الباب؟ إن الخطوة الأولى هي منك .. وإنما عليك أن تأتي وتسأل، قال عز وجل في الحديث القدسي: " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ؛ فاستغفروني أغفر لكم".

التوبة هي وضوء النفس وطهورها. تماما كما أن للأعضاء البدنية وضوءها وطهورها، فأن تتوب إلى الله يعني أنك تتطهر وأنم تجرد نفسك من خبائثها. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) سورة البقرة. وبذلك كان يدعو سيدنا محمد: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"، فقرن بذلك بين طهورين في سياق واحد طهور النفس، وطهور البدن.

وللصلاة في الإسلام جمال الدخول في موكب الكون العابد، سيرا إلى الله تسبيحا وتمجيدا. فذلك إذن مقام الأنس البهي، حين يستشعر العبد صحبة الكائنات كلها، تسابقه في مسراه عبر قافلة العابدين: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد:١٣]

"ومن جمال اليوم الآخر في وجدان المؤمن أنه يوم موعد جميل، موعد مع قافلة السالكين إلى الله، عبر قافلة النور الضاربة في الزمان الغابر، على امتداد تاريخ البشرية كله .. بدءاً بأوائل الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم من الصالحين والصديقين والشهداء."

لو لم يكن من جمال الآخرة وجلالها إلا حقيقة الفصل بين الخلائق؛ لكفى بها جمالا في الشعور والاعتقاد. ألا ترى هذا التدفق البشري في الدنيا وكيف يدوس بعضه بعضا في ظلمات الظلم والطغيان؟ كيف يمضي الظلم خلال قرون وقرون دون قصاص؟
كيف تعلن قاضية صهيونية في المحكمة الجنائية الدولية، أعلى محكمة في العالم "المتحضر" أن "الرب يعتمد عليها للوقوف مع إسرائيل" ثم لا تعفى من منصبها بل ولا تُوبَخ؟
موعدنا في محكمة الآخرة العادلة.

جشع الكفار وجهلهم بحقيقة الحياة يجعلهم ينظرون للدنيا من خلال بعد واحد، هو البعد الطولي. وهو بعد خدّاع لأن الألف سنة كاليوم ما دام الطول ينتهي إلى حد.أما عرض العمر فلا ينقضي بوفاة الإنسان بل يمتد حتى بعد وفاته. وقد رأينا كثير من علماء المسلمين ممن لم يعمروا إلا ٥٣ سنة كالإمام الشافعي ولكنه بعد وفاته بقرون يملأ الدنيا بالحياة، فهل عاش بضعا وخمسين سنة فقط؟ إنه نظر قاصر لمفهوم الزمن. رحم الله أنس الشريف رحل، وسيبقى صوته.

باب محبة الله ينفتح بمفتاح "الربوبية". الله هذا السيد العظيم هو الخالق لكل شيء من الجلائل والدقائق، وما نحن إلا ذرة في ملكه العظيم الممتد بلا حدود. ألم يكن ممكناً في قدر الله ألا تكون موجوداً اصلا؟ إنها نعمة الخلق إذن، نعمة الخروج من العدم، فأعظِم بها نعمة. لمسة "الحياة" هي النعمة الكبرى بعد الخلق. ألم يكن ممكنا أن نكون جمادًا؟ إنها حياة الروح أكبر هبة إلهية للإنسان.

ما هو الرب وما هو الإله؟ وما العلاقة بين الاثنين؟
الرب هو المنفرد بالخلق والرزق والتدبير. أما الإله، فأصل استعمال كلمة "إله" للدلالة القلبية الوجدانية. يقال: "ألِهَ الفصيل" أي أن ابن الناقة إذا فُطم حبس في الخيمة فيشتاق لأمه فيقال ألِهَ الفصيل. واستخدم الإله للدلالة على استحقاق الرب للعبادة. وبالتالي معرفة الربوبية تورِث محبة الله والاشتياق إليه أي لعبادته.
جميل هذا الربط بين المعنيين.