Manar’s Reviews > مدن الحليب والثلج > Status Update

❞ أدركتُ أخيرًا أنّ الإنسان لا يُصقل بالكمال، بل بالتشظّي. وأنّ في كلّ شرخٍ داخلي، بذرة وعيٍ تتفتّح… تمامًا كما يولد الضوء من قلب الانفجار. ❝

❞ لكنني لم أكن غبية، كنتُ فقط أمًّا خائفة، والخوف أحيانًا يجعلنا نخطئ أكثر، نخسر من نحبهم أكثر، دون أن نعرف كيف نعيدهم إلينا. ❝

‏

❞ ليست تلك الخطط التي نرسمها ونراجعها كلّ حين، الحياةُ مفاجآت تضربُ كالعواصف، تقتلع كلّ شيء من جذوره، تتركنا عالقين في الخواء. ❝

❞ أدركتُ حينها أنّ كلّ الذين عادوا من المعارك سالمين، لم يعودوا أنفسهم. الحرب لا تقتل فقط، هي تُغيّر من تبقى. ❝

‏

❞ كيف لا أهاجر؟ كيف أبقى؟ الوطنُ ساحة حرب، لا أمانَ ❞ فيه، لا مستقبلَ. الهجرةُ لم تكن خيارًا، الهجرةُ نجاة، محاولةٌ للفرار من وطنٍ صار مقبرةً مفتوحة. في الهجرة على الأقل، هناكَ وعدٌ ضعيف بالحياة. ❝

❞ أعرف هذا السكون، هو ما يسبق الجُرح حين لا تجد له ضمادًا، ما يحيط بالأخبار السيئة، كظلٍّ ثقيل لا يرحل. ذلك السكون نفسه الذي سبق خبر موت أمي، كأنّ العالم بلع صوتها، وتركني أتهجّى الفقد وحدي. ❝

❞ كلّما توهّمنا النسيان، كلّما عرّى الزمن هشاشتنا من جديد. ❝

‏

❞ وآمنتُ أنّ بعض الفقد يشبه ثقبًا لا يُردم، مهما حاولنا، تهزمنا هشاشته. ❝

‏

❞ لا شيء يحدث بغتة. كلُّ ألمٍ هو امتدادٌ لوجعٍ قديم، وكلّ سقوطٍ هو تتمّةٌ لسقوطٍ سبقه. الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعاتٍ خفيّة، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله. تدريبات ناعمة قبل الطامة الكبرى، تشيرُ بيدها ساخرة:

‫ «تفضّلي… هذا نموذج مصغّر مما هو قادم». ❝

‏