Ahmed Youssef’s Reviews > الذي اقترب ورأى > Status Update

من منا ﻻ يعرف الأستاذ جودة؟ فالذي لم يزامل الأستاذ جودة في العمل أو الدراسة ﻻ شك قد صادفه في زحام الأتوبيس أو هو بالتأكيد شاهده وهو يتأبط كيسًا كبيرًا من النايلون ويفض مشاجرة نشبت في طابور الجمعية.. أو لعله استمع الى المحاضرة الكروية التي تعود الأستاذ أن يلقيها في المقهى مساء الجمعة من كل أسبوع. على أية حال أنا أكتب فقط للذين يعرفون الأستاذ جودة، إذ أن الذين لم يعرفوه تظل أفهامهم دون المعاني!

أنا اقتربت ورأيت ولست نادمًا ولا سعيدًا. أنا أدركت الحقيقة، قبضت عليها بيدي فحُكم علي بالوحدة، صارت العزلة قدري لأنني فهمت، لم يكن تحقيق العزلة سهلًا ولم يجئ سريعًا، سعيت جاهدًا. حاولت مرات وفشلت حتى انتصرت في محاولة أخيرة وانعزلت، تكوّن لي جدار صارم شفاف لا يسمح إلا بالرؤية، وانسحبت إلى حدودي وتملكني هدوء العالِم الذي يخلط المحاليل في أنابيب الأختبار ويرقب نتيجة التفاعل ليسجلها بدقة وحياد في دفتره.