من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث Quotes

Rate this book
Clear rating
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة by جورج طرابيشي
400 ratings, 4.19 average rating, 85 reviews
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث Quotes Showing 1-21 of 21
“فعلم الرجال ليس علماً بالرجال و بتصنيفهم إلى ثقات أو ضعفاء أو كذابين بما هم كذلك، بل هو بمعنى من المعاني علم إسقاطي: فهو ينسبهم إلى الصدق أو الكذب ليس تبعاً لصدقهم أو كذبهم في ما يروونه من روايات، بل تبعاً لمطابقة مضمون هذه الروايات أو عدم مطابقتها للمذهب الذي ينتمي إليه مصنف طبقاتهم. و تبعاً لدرجات هذه المطابقة، تطلق عليهم صفات (ثقات) أو(ضعفاء) أو (وضَاعين).
فإذا كان مصنف الرجال من أهل السنة، فإنه سيرمي كل من قد يروي حديثا في الانتصار لعلي دون أبي بكر أو عمر بأنه (شيعي) أو (كوفي) وضّاع. وإذا كان المصنف إياه من أتباع أهل البيت، فإنه سيرمي بالتهمة نفسها كل من يروي حديثا في الانتصار لأبي بكر أو عمر أو معاوية. وتسري هذه القاعدة نفسها على كل من يُستشم في حديثه انتماؤه إلى (أهل الأهواء) من معتزلة ومرجئة وخوارج. بل قد يمتد مفعول هذه القاعدة إلى المنتمين إلى المذاهب الفقهية الأخرى غير ذاك الذي ينتمي إليه مصنف الرجال، كما رأينا مثال ذلك في تكذيب الجوزقاني الشافعي المنزع لأصحاب أبي حنيفة، والعكس بالعكس.
وبكلمة واحدة، إن علم الرجال هو مثال ناجز لعلم إيديولوجي بقدر ما يصحّ تعريف الإيديولوجيا بأنها وعي غير مطابق لواقعه.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“إن استقراء أدبيات الناسخ و المنسوخ يظهر أن هذه الآلية لا تعمل إلا في اتجاه واحد: فالسنَة هي دوماً التي تنسخ القرآن, و لسنا نقع على شاهد واحد في تلك الأدبيات يدل على نسخ للسنَة بالقرآن: إذ عندما يتدخل عامل الزمن فإن المابعد هو وحده الذي يستطيع أن ينسخ الماقبل, و ليس العكس.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“إن تغييب القرآن وتغييب العقل وتغييب التعددية في (الإيديولوجيا الحديثية المنتصرة) هو المسؤول الأول عن أفول العقلانية العربية الإسلامية، وعما قاد إليه هذا الأفول من انغلاق ذهني وحضاري أنهى العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية ليدخلها في ليل الانحطاط الطويل.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“و لئن يكن ابن حزم قال: من قاس أو اجتهد برأيه فقد شرَع, و لئن يكن الشافعي قال من قبله: من استحسن فقد شرَع, فالأولى أن يقال بالنظر إلى ما آل إليه إسلام التاريخ: إن من شرَع هو في واقع الحال من حدَث.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“فالإسناد يبقى أولاً و أخيراً آلية توهيمية, لا تقنع إلا المقتنعين سلفاً, جرى اختراعها في القرن الثاني فما بعده لتمرير الحديث - أي حديث كان - دونما اعتبار لمتنه أو لحد أدنى من المعقولية في مضمونه.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“و الواقع أن العيب الإبستمولوجي الذي ينخر كل المنظومة الحديثية كما تضخمت في القرن الثالث فصاعداً هو قلب معيار الصحة و إزاحته من المتن إلى السند: فليس الحديث صحيحاً أو ضعيفاً بمتنه, أي بمضمونه, بل هو صحيح أو ضعيف بقوة سنده أو ضعفه, أي شكل تخريجه. و هذه الشكلية الخالصة هي المسؤولة عن كل اللامعقول الذي شحنت به المنظومة الحديثية.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“واعتقادنا الجازم في الحالة العربية الإسلامية - وإن كنا نتقبل سلفا أن يخطّئنا من قد يخطّئنا - أنه ما لم يُعَدْ تفتيح ما أغلقته (الإيديولوجيا الحديثية) من مسامِّ العقل، وفي المقدمة منه العقل الديني بما هو كذلك، فسيبقى الأمل في كسب ما كنا أسميناه "رهان تجديد النهضة" معدوما، وستبقى الاحتمالات جميعها قائمة للارتداد نحو ما كنا أسميناه أيضا ب"قرون وسطى جديدة".”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“إن أقسى آية نزلت بحق أهل الكتاب هي بلا شك الآية التاسعة والعشرون من سورة التوبة التي هي كما رأينا السورة الوحيدة التي لم تفتتح ب "بسم الله الرحمن الرحيم" لمنحاها العنفي والقتالي في شطرها الأول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" وهي الآية التي احتج بها فقهاء إسلام الفتوح، من حيث مدى عمومية حكمها، لفرض الجزية على جميع أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ومن اُستلحق بهم من الصابئة والمجوس، ولإيجاب معاملتهم باستصغار وإذلال. والحال أن هذه الآية لا تخلو من التباس: فهي لا تأمر بقتال جميع أهل الكتاب لإجبارهم على إعطاء الجزية صاغرين، بل تحصر هذا الحكم بمن لا يدين من أهل الكتاب "دين الحق". والحال أيضا أن استقراء الآيات القرآنية التي مدارها على أهل الكتاب يفيدنا أن دين الحق الذي كان يُفترض بأهل الكتاب أن يدينوا به هو ذاك الذي يقول إن المسيح ليس ابن الله، وإنه لم يُقتل ولم يُصلب، بل كان ذلك على سبيل التشبيه لهم، وإن مَن يعتقدون غير هذا المعتقد فإنما يعتقدونه بعد أن حرَّفوا كتابهم. والحال أيضا وأيضا، أنه وُجدت - على ما تفيدنا أدبيات الفرق والهرطقات المسيحية - فرقة نصرانية تذهب هذا المذهب "الحق" وتنكر على باقي الفرق المسيحية ما ينكرها عليه القرآن، وهي على وجه الحصر فرقة الإبيونيين الذين عانوا أصلا من اضطهاد السلطات الكنسية الرسمية واضطروا إلى النزوح عن فلسطين واللجوء إلى المناطق التي لا تقع تحت سيطرة هذه السلطات، ومنها مكة نفسها. ولعل المقصود ب"دين الحق" هنا هو مذهب أولئك الإبيونيين الذين لا يُستبعد أن القس ورقة بن نوفل وابنة عمه خديجة، أولى زوجات الرسول، كانا منهم. وإذا صدق حدسنا هذا، فإن آية الجزية والصغار لا تكون تعكس موقفا عاما من المسيحية بقدر ما تتصل بضرب من تسوية الحسابات بين الفرق المنتمية إليها.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“مع هذا التحول الخطير من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث تكتمل أبعاد الانقلاب (الظاهري) الذي دشنه الشافعي واستأنفه ابن حزم فيما يكاد أن يكون انقلابا على الانقلاب في (نشأة ثانية). فالشافعي كما رأينا كان أول من نظّر لتحويل الرسول من مشرَّع له كما بيّنا في الفصل الأول إلى مشرِّع. ولكن الشافعي، بعدم إجازته نسخ القرآن بالحديث، كان أوقف سلطة الشارع الثاني، الذي هو الرسول، عند حدود سلطة الشارع الأول الذي هو الله.
أما ابن حزم، فقد تخطى العتبة التي وقف عندها الشافعي في انقلابه ليجيز نسخ القرآن بالحديث وليعطي التشريع الرسولي عين مكانة الصدارة التي للتشريع الإلهي، بل ربما (أكثر) بحكم الاستحالة العملية لنسخ الحديث بالقرآن.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“والواقع أن أصحاب الحديث ما اكتفوا بتثبيت الحجِّية التشريعية للسنّة إلى جانب القرآن، وحتى قبل القرآن، عن طريق أحاديث تؤكد هذه الحجيَّة، بل غالوا في هذا القياس الدائر حتى أعطوا لأنفسهم الحق، عن طريق أحاديث نسبوها إلى الرسول، في أن يكونوا هم أنفسهم المشرِّعين. فبالحديث أثبتوا مرجعية الحديث، وبالحديث أثبتوا مرجعيتهم، وبالحديث انتصروا للحديث، وبالحديث انتصروا لأنفسهم في انتصارهم للحديث.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“وباستعارة تعبير مشهور منسوب إلى علي بن أبي طالب، نستطيع أن نعكس مدَّعى المصنِّفين في علم الرجال فنقول: ليس بالرجال يُعرف حديثهم، بل بحديثهم يُعرف الرجال.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“ولا ريب في أن ذلك الوعي الديني المسطح، الذي كتبت له الغلبة على غيره من أشكال الوعي الديني ابتداء من القرن الخامس الهجري فصاعدا، في زمن كان فيه الوعي الديني هو الشكل الأعم والأكثر فاعلية للوعي البشري في مطلقه، لعب دوره الأكيد في دخول الإسلام وحضارته - بعد قرون ثلاثة أو أربعة من عصر ذهبي - في ليل الانحطاط الطويل.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“هذه الاستماتة في الدفاع عن صحة الأحاديث، حتى لو كانت ناشزة وظاهرة التناقض، قد تجد تفسيرها على صعيد الابستمولوجيا الدينية التي يصدر عنها مؤول مختلف الحديث - ابن قتيبة-، بل وربما أيضا - وهذا ما نختم به - على صعيد البنية النفسية التحتية: فرهاب التناقض يكاد يعدل عنده، في بعض تظاهراته، رهاب الخصاء كما تقول به مدرسة التحليل النفسي. ونحن نملك هنا شاهدا واحدا مصرحا به، ولكنه ناطق بما فيه الكفاية: فابن قتيبة كان يطيب له أن يستشهد بقول موضوع على لسان الزهري: "الحديثُ ذكرٌ، يحبه ذكور الرجال ويكرهه مؤنثُّوهم".
ولهذا الحديث صيغة أخرى:"لا يطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها، ولا يزهد فيه إلا إناثها".”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“لا تكون الإيديولوجيا الحديثية قد أدارت ظهرها لمفهوم التطور فحسب، بل تكون حالت أيضا دون ظهوره في إطار الثقافة العربية الإسلامية التي ما زالت تعاني إلى اليوم من وضعية فصامية نتيجة لشعورها بالحاجة إلى التطور بعد صدمة اكتشاف واقعة التقدم الأوروبي، ولعجزها في الوقت نفسه عن التأصيل الذاتي لمفهوم التطور الذي يقتضي، أول ما يقتضي، قطيعة من طبيعة معرفية نقدية، مع موروث الذات المأسورة - ربما أكثر من أي ذات أخرى في التاريخ والجغرافيا البشريين - إلى موروثها.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“هذا التدامج بين الفقه والحديث تمخّض عن تسييد إيديولوجيا شمولية غير مسبوق إليها في تاريخ الإيديولوجيات لأنها تدخل في الجزيئات كما في الكليات، ولا تترك مجالا من مجالات الحياة العامة أو الخاصة إلا وتعطي حكمها المسبق فيه، بحيث تحوّل ما يسميه أهل الفقه بالمكلَّف إلى إنسان آلي لا يختلف عن الإنسان الآلي كما خلقه العلم الحديث إلا بكونه يتحرك، لا بالأزرار، بل بالنصوص وأحكام النصوص في كل نأمه من نأماته، سواء عندما يأكل ويشرب، أو ينام ويصحو، أو يتثاءب ويعطس، أو يبيع ويشتري، أو حتى عندما يجامع، وليس فقط عندما يصلّي أو يصوم أو يتوضأ أو يحجّ كما تقتضي فرائض الشريعة.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“ان المقصود بالانقلاب "السني" ليس ذاك الذي نفذه أهل السنة بالتفارق عن الشيعة، بل هو الانقلاب الذي أحال السنة إلى قرآن بعد القرآن، وفي حالات متطرفة إلى قرآن قبل القرآن.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“وليس يخفى عن الإدراك ما هو مرعب - ونحن لا نتردد في استخدام هذا الوصف - في محاجّة ابن حزم: فما دام (نقل الثقة عن الثقة) عنده يوجب أنه (حق مقطوع به من عند رسول الله)، ومن ثم من (عند الله تعالى) الذي لا ينطق رسوله إلا باسمه، فهذا معناه أن (الثقات) من نَقَلة الحديث، أو بتعبير أكثر مطابقة للواقع التاريخي الفعلي: من منتجي الحديث، هم شركاء حقيقيون في صناعة القول الإلهي. وهذه الشراكة تأخذ بعدا فاضحا في الإسلام تحديدا من حيث أنه دين قائم في أساسه القرآني على التوحيد، وحصرا منه التوحيد القولي باعتبار أنه لا قائل في الإسلام القرآني سوى الله وحده، ولا حضور له إلا بقوله، لا بجسده كما في المسيحية.
بل أكثر من ذلك: فهذه الشراكة - حتى لا نقول الشرك - تتيح لرواة الحديث أن يتحكموا بالقول الإلهي القرآني وبنصه الممصحف، لا تأويلا فحسب، بل حتى حذفا وإلغاء وإخراجا للحكم عن منطوقه من داخله إلى غيره من خارجه: وذلكم هم مفعول تلك الآلية التي درجت كثرة كاثرة من أهل التفسير والحديث والفقه والكلام على تعميدها باسم الناسخ والمنسوخ.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“لم يحدث قط في تاريخ الفكر في الإسلام أن أشاد أحد بسؤدد العقل كما أشاد به ابن حزم. ولكن لم يحدث قط في تاريخ الفكر في الإسلام أن أقال أحد العقل كما أقاله ابن حزم.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“يذهب ابن حزم إلى أن المعقولية في الأخلاق لا تعود إلى الأخلاق في ذاتها - فهي مثلها مثل العقل عديمة القوامية الذاتية - بل إلى النص: فلو جاء النص بعكس ما جاء به لصار الأخلاقي هو اللا أخلاقي، واللا أخلاقي هو الأخلاقي. ذلك أن الخير ليس ما هو خير بذاته، ولا الشر ما هو شر بذاته. بل الخير ما أمر الله به، والشر ما نهى عنه. ولو أمر بما نهى عنه ونهى عما أمر به، لكان ما نرى أنه الخير بمقاييس عقلنا الأخلاقي هو الشر، ولكان ما نرى أنه الشر هو الخير. فالله أحلّ مثلا "ذبح صغار الحيوان لمنافعنا" . ولكن لو أن الله أمر ونهى بالعكس، "فأحلّ هذا: أي ذبح صغارنا، وحرّم ذلك: أي ذبح صغار الحيوان، لكان عدلا وحكمة." (الإحكام، ج8،ص586). عند هذا النص المرعب نتوقف: فلم يسبق قط في تاريخ الفكر البشري - ولنقرَّ لابن حزم بهذه الأسبقية - أن رُهِن نصاب المعقولية واللا معقولية في الأخلاق - أو الحلال والحرام بالتعبير الديني - بجزافية النص كما فعل ابن حزم. أفنغالي إذا قلنا إن الرائد المزعوم ل"العقلانية النقدية"، بطبعتها "المغربية" المزعومة أيضا، هو محض متعبّد عصابي في معبد وثنية النص؟”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“إن إصرار وضّاع الآثار والأخبار على القران بين قضية خلق القرآن وبين أعجوبة تكَّة الإمام أحمد قد جرَّد تلك القضية من عمقها اللاهوتي وجعل السيادة لرؤية عامية لا تقيم وزنا لبعد التعالي في الإسلام كما يتمثل بالقرآن، ولا سيما بالقرآن المكي. فالوعي الديني، كما سيمعمّمه أهل الحديث ووضَّاعه على نطاق الجمهور الكبير، هو وعي غث ومسطح، يعوزه البعد الميتافيزيقي والعمق الروحي معا.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
“إن الانقلاب المتوكلي الذي تجلبب ببعدين طائفي وطوائفي معا، من خلال معاداة الشيعة من داخل الإسلام والنصارى من خارجه، قد أرسى جذورا سوسيولوجية - فضلا عن الإيديولوجية - غير قابلة للاجتثاث ولا للتجاوز لصيرورة التحول من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث. ففي المدونة الحديثية وشروحها ستتطور أدبيات المعاداة للشيعة ولأهل الذمة، وسيرتد أثر ذلك على التفاسير المتأخرة للقرآن نفسه.”
جورج طرابيشي, من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة