حصاد السنين Quotes
حصاد السنين
by
زكي نجيب محمود250 ratings, 3.70 average rating, 33 reviews
حصاد السنين Quotes
Showing 1-10 of 10
“إن العرب في حاضرهم إذا أرادوا أن يكونوا استمرارًا للعرب في ماضيهم، فلا يلزم عن ذلك أن ينقل الحاضرون عن الماضين كل ما اصطنعه هؤلاء الأسلاف من مبادئ، بل من حقهم أن يغيروا وأن يبدلوا كلما رأوا الفروض النظرية التي افترضها أسلافهم لم تعد تثمر لهم في حياتهم الثمرة المرجوة، كانت مبادئهم فروضًا فرضوها لأنفسهم لتصلح بها الحياة بظروفها الماضية، ثم تغيرت ظروف الحياة فلم يعد بد من تغير الفروض.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“انظر مثلا إلى هذه العبارة: “إن تضحية المواطن لوطنه تضحية تتفاوت درجاتها بدءا من تقديم شيئ قليل من ماله في سبيل الجهود الذاتية للتعمير والإصلاح". انظر إلى هذه العبارة مدققاً، تجدها قد جعلت مبدأ "الانتماء" أساسا أولياً، تتولد عنه نتيجة هي وجوب التضحية من المواطن لوطنه، وعن هذه النتيجة تتولد نتيجة فرعية هي تفاوت الصور التي تجيء عليها التضحية كما وكيفا. وهذا التسلسل الفكري مستطاع حتى لمن عاش عمره حبيس داره لم تقبس عيناه قبساً واحدا من وقائع الدنيا من حوله. ولا ينفي ذلك كونه مسلسلا فكريا صحيحاً في ذاته، إلا أنه قائم كله على معرفة مفردات لغوية، وليس فيه ما يقتضي دراسة ظاهرة من ظواهر الكون كائنة ما كانت، وهو بأكمله متوقف على معنى المبدأ الذي جاء في صدر العملية الفكرية، وأعنى مبدأ الانتماء. فإذا تبين -وكثيرا جدا ما يتبين- أن صاحب هذه العبارة إذا ما سئل عن تعريف "الانتماء" الذي جعل أساسا لتفكيره، عجز عن الجواب،فإنه من هنا يتبدى لنا جوهر الرسالة السقراطية التي أشرنا إليها في أوائل هذا الحديث. ما دام اللفظ الذي جعلناه سندا للعملية الفكرية هو بهذه الأهمية كلها وهذه الخطورة كلها فلا مناص لنا من دقة تعريفه تعريفا يتساوى في دقته مع تعريفنا للمفاهيم الرياضية كالمثلث والمربع.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“هناك بيننا من يُنكر الظاهرة الإشكالية أساسا، فلا يجد في حياتنا "تخلفا"، وربما وجد أن العكس هو الصحيح من وجهة نظره، إذا يرى أن حضارة العصر، قد أصابت الحياة الإنسانية بالتحلل والفساد، بمقدار ما بعدت في أسسها الأولية عن نهج الدين ومبادئ الأخلاق. وإذا كان ذلك كذلك، ففكرة "المعاصرة" مرفوضة عنده، ولا يبقى بين يديه إلا ما هو أصيل. ولما كان هذا الأصيل إرثا ورثناه عن أسلافنا، لزم عن ذلك أن يكون "التقدم" الحقيقي مع هؤلاء الأسلاف، أو قل - والمعنى واحد - نحيي الماضي لنحيا به ويحيا بنا. وما دامت الصورة قائمة بيننا ولها أنصارها، أصبحت الصورة الأخرى التي أخذ بها صاحبنا ومن يشبهونه، أحد فرضين، بل وأصبحت تهمة "التخلف" الحضاري نفسها في حاجة منا إلى إثبات.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“كثيرا جدا ما تورطنا في إعلان العداء الصريح للعلم الطبيعي بصفة خاصة، رغبة عميقة منا في ألا يظهر الإنسان مظهر القادر، وكأنما شرط الإيمان كما نراه، أن يكون المؤمن إنسانا عاجزا.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“لقد أصبح تعريف التقدم العلمي بأنه هو التقدم في الأجهزة البحثية ودقتها. هذا فضلا عن جانب آخر من هذه الظاهرة، وهي أن النتائج التطبيقية للعلوم قد بات يغلب عليها أن تكون بدورها في صورة أجهزة تُعرض للاستعمال في حياة الناس الفعلية.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“حياتنا كما يحياها جمهور الناس، ويُحصنها رأي عام قادر على طمس أي صوت يرتفع ليُغيّر صورة الحياة نحو ما يظنه الأفضل، تتصدى للفكرة الجديدة، حتى ولو كانت متصلة بالعلم النظري الذي لا يمس حياة الناس العملية في شئ.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“لا عجب أن تعرض "العقل" ويتعرض في حياتنا لأزمات لا تنتهي. فللرأي العام عندنا قوة ضاغطة، لا يجرؤ على عصيانها علنا إلا مغامر. وهو رأي عام تسوده اللاعلمية كما أسلفنا، فانشر فيه من الخرافات ما شاء لك خيالك أن تنشر، وأنت في ذلك بمأمن من الخطر، بل يرجح لك أن تُحمل على الأعناق لتوضع في مكانة رفيعة تتناسب مع قدرك العظيم. لكمن حاول أن تُلقي ضوءا على فكرة مقبولة عند الرأي العام، بحيث تُحيط الفكرة بشئ من الريبة في وضوح معناها، عندئذ لا تدري ما عسى أن يُصيبك من عدم الرضا!”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“من لا يأخذ بالرؤية العلمية السائدة في عصره، يُصبح - حتما - محسوبا على عصر سابق، ومنتميا إليه، لأن جواز الدخول في عصر جديد لا يتمثل في شئ قدر ما يتمثل في مشاركة العصر الجديد روحه العلمية.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“إننا على أحسن الفروض، محتوم علينا أن نقف وراء العلماء الكاشفين بخطوة واحدة. هذا على افتراض أنه كلما كُشف الغطاء عن حقيقة علمية في الغرب، نقلناها عنهم في اليوم التالي. وعلي أي صورة يكون "التخلف" إن لم تكن هذه هي صورته؟!”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
“إن الموقف العام في بلادنا تسوده نظرة لا علمية على نحو لا يدع مجالا للشك، خصوصا إذا رأينا حقيقة الموقف من وجهة نظر الجمهور. فحتى لو كان علماؤنا قد استطاعوا أن يأخذوا العلم الكشفي مأخذ الجد، فلم يكن تأثيرهم ليتجاوز أشخاصهم ليصبح فعالا في تحويل الجمهور العام نحو قدر من الرؤية العلمية، حتى لو كان ذلك القدر ضئيلا؛ لأن الأمية نسبتها عالية، والقراءة بين من تعلموا ضيقة الحدود، فضلا عن ارتفاع الصوت الذي يناديهم في غير انقطاع لاصطناع الوقفة المستقبلة المستسلمة في غير نقد، أو اجتراء على السؤال فيما لا ينبغي لهم أن يعلموه. وهي وقفة كثيرا ما تتورط في مفارقة عجيبة. وانظر إلى الريفي في بساطته وبراءته، تجده شكاكا فيما يُنقل إليه عن أفراد الناس، وعن نيات الحكومة إزاءه، لكن أنبئه ما شئت من مستحيلات عن كائنات غيبية، فلن يتردد لحظة في تصديق ما أنبأته به.”
― حصاد السنين
― حصاد السنين
