قاعدة "تأشيرة الوجدان": نقطة تلاقي القلب والروح والفكر
http://goo.gl/aOYbpQ
هل الطرح الفكريُّ العقليُّ لقضايا الحضارة يمكنه أن يجد في المخاطَب أثره الطيِّب؟ وهل الحضارة هي مسألة علمية لا دُخل للقلب والوجدان فيها؟ وهل مادَّة الحضارة موضوعية محايدة، لا شأن للقيم والعواطف والأحاسيس والمعتقدات في تناولها؟
للأسف هذا هو التوجُّه العام في "فقه الحضارة" في أغلب مدارسه؛ والحقُّ أنَّ في قاعدة "تأشيرة الوجدان" إضاءة وجوابا على هذا الإشكال الخطير.
فحتى يجد "القولُ الحضاري"، و"الفعلُ الحضاري"، سبيلهما إلى الإنسان، الذي هو المخاطَب الأول، والمحور المركزي، والمعنيُّ الأساس؛ يجب أن يصدر من ينابيع ثلاثة: القلب، والروح، والفكر؛ فبهذا الاجتماع يحصل على "تأشيرة الوجدان"، وينال القبول في السماء ثم في الأرض تبعا.
ومن ثم وجب على مَن يبغي التفقُه في الحضارة أن يحاسب نفسه باستمرار، ويعاتبها في كمال الإيمان "حتى إنه يسأل الشفرة (أو كلمة السر) عن كلِّ خاطر يمرُّ على قلبه، ويطالب "تأشيرة الدخول" لكلِّ فكر يرد إلى عقله"؛ فإذا ما حصل على "التأشيرة من الذات"، انتقل إلى العمل والمجاهدة "فالسالك الذي نوى سياحة طويلة، مضطر للمرور بمنزل القصد والعزم لأخذ التأشيرة، فإذا ما حازها بدأ بالسفر الحقيقي".
هذه القاعدة تردم الهوة السحيقة بين "القلب والعقل"، وبين "المثقف والداعية"، وبين "الخطاب والمخاطَب"؛ وتساعد على تحطيم الثنائيات الكلاسيكية المختزلة: من مثل "الدين أو العلم"، "الحاكم أو المحكوم"، "الماضي أو الحاضر"... فالحضارة تعالج كلَّ ذلك في تركيبية وشمولية، وتكاملٍ وتناغم. ومن ثم كان من بين منطلقات البحث الحضاري، بناء على قاعدة "تأشيرة الوجدان":
1. إنقاذ الإيمان: "فعندما لا تشعر بمسؤوليتك في إنقاذ الإيمان مما يحيق به من خطر عظيم في العالم كله، فكيف تريد إذن من هذا العالم أن يفتح أذنيه ليسمعك؟!"
2. الشفقة والرحمة: "وعندما لا يصدر كلامك مُحمّلاً بألطاف من الشفقة والرحمة بأولئك المجذومين روحياً ومعنوياً، فإنَّ كلامك معهم لا يزيد عن كونه ثرثرة لا يترك أثراً في أحد".
3. الإدراك والفهم والخطاب: "وعندما لا تدفعك مسؤوليات الدعوة لزيادة الإدراك، وفهم توجُّهات العالم الروحية والفكرية، واكتشاف اللغة التي يمكن من خلالها أن يفهمك، فأنت عابث غير جاد، والعابثون من الدعاة يضرون ولا ينفعون ويؤخِّرون ولا يقدمون".
عمليا؛ يمكن ملاحظة أنَّ العالم المفكر المهتمَّ بالحضارة منهجا وموضوعا، غالبا ما يكون عقليَّ التوجه، حتى في حثه على الروح والقيم والشعور؛ كما أنَّ العالم الفقيه غالبا ما يهتمُّ بالمسائل الجزئية بعيدة عن أثرها الوجداني والحضاري، والعالم الصوفي يعتني بمخاطبة القلب، لكن غالبا ما يكون ذلك في منأى عن التحليل الحضاري العميق؛ والواجب أن يجتمع كل ذلك في "فقه الحضارة"، بل حتى إن لم يتسنَّ جمعه في ثنايا شخص واحد، وجب تقسيم الأدوار فيما بين العلماء والباحثين المشتغلين بالحضارة هما واهتماما، بين من يملأ "القلب" إحساسا، ومن يسمو "بالروح" ارتقاء، ومن يفجر طاقات "العقل" إبداعا.
هل الطرح الفكريُّ العقليُّ لقضايا الحضارة يمكنه أن يجد في المخاطَب أثره الطيِّب؟ وهل الحضارة هي مسألة علمية لا دُخل للقلب والوجدان فيها؟ وهل مادَّة الحضارة موضوعية محايدة، لا شأن للقيم والعواطف والأحاسيس والمعتقدات في تناولها؟
للأسف هذا هو التوجُّه العام في "فقه الحضارة" في أغلب مدارسه؛ والحقُّ أنَّ في قاعدة "تأشيرة الوجدان" إضاءة وجوابا على هذا الإشكال الخطير.
فحتى يجد "القولُ الحضاري"، و"الفعلُ الحضاري"، سبيلهما إلى الإنسان، الذي هو المخاطَب الأول، والمحور المركزي، والمعنيُّ الأساس؛ يجب أن يصدر من ينابيع ثلاثة: القلب، والروح، والفكر؛ فبهذا الاجتماع يحصل على "تأشيرة الوجدان"، وينال القبول في السماء ثم في الأرض تبعا.
ومن ثم وجب على مَن يبغي التفقُه في الحضارة أن يحاسب نفسه باستمرار، ويعاتبها في كمال الإيمان "حتى إنه يسأل الشفرة (أو كلمة السر) عن كلِّ خاطر يمرُّ على قلبه، ويطالب "تأشيرة الدخول" لكلِّ فكر يرد إلى عقله"؛ فإذا ما حصل على "التأشيرة من الذات"، انتقل إلى العمل والمجاهدة "فالسالك الذي نوى سياحة طويلة، مضطر للمرور بمنزل القصد والعزم لأخذ التأشيرة، فإذا ما حازها بدأ بالسفر الحقيقي".
هذه القاعدة تردم الهوة السحيقة بين "القلب والعقل"، وبين "المثقف والداعية"، وبين "الخطاب والمخاطَب"؛ وتساعد على تحطيم الثنائيات الكلاسيكية المختزلة: من مثل "الدين أو العلم"، "الحاكم أو المحكوم"، "الماضي أو الحاضر"... فالحضارة تعالج كلَّ ذلك في تركيبية وشمولية، وتكاملٍ وتناغم. ومن ثم كان من بين منطلقات البحث الحضاري، بناء على قاعدة "تأشيرة الوجدان":
1. إنقاذ الإيمان: "فعندما لا تشعر بمسؤوليتك في إنقاذ الإيمان مما يحيق به من خطر عظيم في العالم كله، فكيف تريد إذن من هذا العالم أن يفتح أذنيه ليسمعك؟!"
2. الشفقة والرحمة: "وعندما لا يصدر كلامك مُحمّلاً بألطاف من الشفقة والرحمة بأولئك المجذومين روحياً ومعنوياً، فإنَّ كلامك معهم لا يزيد عن كونه ثرثرة لا يترك أثراً في أحد".
3. الإدراك والفهم والخطاب: "وعندما لا تدفعك مسؤوليات الدعوة لزيادة الإدراك، وفهم توجُّهات العالم الروحية والفكرية، واكتشاف اللغة التي يمكن من خلالها أن يفهمك، فأنت عابث غير جاد، والعابثون من الدعاة يضرون ولا ينفعون ويؤخِّرون ولا يقدمون".
عمليا؛ يمكن ملاحظة أنَّ العالم المفكر المهتمَّ بالحضارة منهجا وموضوعا، غالبا ما يكون عقليَّ التوجه، حتى في حثه على الروح والقيم والشعور؛ كما أنَّ العالم الفقيه غالبا ما يهتمُّ بالمسائل الجزئية بعيدة عن أثرها الوجداني والحضاري، والعالم الصوفي يعتني بمخاطبة القلب، لكن غالبا ما يكون ذلك في منأى عن التحليل الحضاري العميق؛ والواجب أن يجتمع كل ذلك في "فقه الحضارة"، بل حتى إن لم يتسنَّ جمعه في ثنايا شخص واحد، وجب تقسيم الأدوار فيما بين العلماء والباحثين المشتغلين بالحضارة هما واهتماما، بين من يملأ "القلب" إحساسا، ومن يسمو "بالروح" ارتقاء، ومن يفجر طاقات "العقل" إبداعا.
Published on April 05, 2016 02:04
No comments have been added yet.