مكعب أزرق
عزيزي أزرق،يبدو العالم غريبًا في الصباح، حين تكون امرأة، وكأنك تنسى كلّ شيء للحظات، وتصبح شيئًا لا تعرفه داخل مكعب أزرق، يشبهك. يبدو الشعور لذيذًا، أنا أحبّه.يعجبني أن أصحو دون أن أكون امرأة، أو ابنة، أو حبيبة، أو زوجة، أو أمّ، أو صديقة، مهلًا، ربّما سأختار أن أكون امرأة في كلّ الأحوال.يخبرنا الجميع هنا بما يجب أن نكونه، هنا أقصد، في كلّ العالم، لامكان على هذه الأرض إلّا ويريد منك أن تكوني شيئًا ما لمجرّد أن كنت امرأة.كيف أجعلك تفهم، وتنظر لي كلا شيء سوى ما أنا عليه، الفتاة الهاربة، التي تركض دائمًا، قبل أن تقع في القفص.يتبعنا كلّ شيء منذ ولادتنا يا أزرق، أهلنا، أسماء رجال عائلاتنا، لون بشرتنا، طولنا، حواجبنا الملتصقة ببعضها البعض، ولون عيوننا الزرقاء، تتابعنا، كما لو كنّا فريسة، تحاول الهرب طوال الوقت من شيء لا تعرفه.يتبعنا بعد ذلك طول شعرنا، أثدائنا التي تبدأ بالبروز، عادتنا الشهريّة، الشعر الذي يبدو قبيحًا على أيدينا، ونستمرّ بالركض، نستمرّ بالاختباء، من كوننا "نحن" أو "نساء".تقع إحدانا في الفخّ، ينتفخ بطنها مبكّرًا، يبدو الأمر مؤلمًا، لا يحقّ لنا الحديث عن الحبّ في الثالثة عشر، ولكن يجوز لنا أن نتزوّج، ونرى مشهدًا جنسيًّا حقيقيًّا أمامنا، يتكرر كلّ يوم، دون ارادتنا.أحاول كثيرًا مؤخرًا أن آخذ بيد صديقتي، لكنّ يدها أصغر مما يجب، وتفلت دائمًا نحو الحفرة الكبيرة، الحفرة التي تبتلع الفتيات، لا وقت لأن أبكي، لا وقت لأن أحاول مرّة أخرى، الحفرة تتسع، يجب أن أهرب.
تبكي النّساء كثيرًا حيث أنا، ومرّة أخرى، حيث أنا، يعني حيث العالم، أحاول أن أجلب لهذا المكان، فتاة واحدة، سعيدة، تشاركني في الهرب، فتاة واحدة، ترغب في جعل الكثير من الفتيات، شيئًا واحدًا يعرفنه، ويحببنه، داخل المكعب الأزرق، الشيء الذي يرغبن بأن يكنّ عليه.
تبكي النّساء كثيرًا حيث أنا، ومرّة أخرى، حيث أنا، يعني حيث العالم، أحاول أن أجلب لهذا المكان، فتاة واحدة، سعيدة، تشاركني في الهرب، فتاة واحدة، ترغب في جعل الكثير من الفتيات، شيئًا واحدًا يعرفنه، ويحببنه، داخل المكعب الأزرق، الشيء الذي يرغبن بأن يكنّ عليه.

Published on July 27, 2018 00:23
No comments have been added yet.