عندما قال فولتير “لن ينجو العالم إلا عندما يشنق اخر برجوازى بأمعاء اخر رجل دين” اعتقد أنه كان يرى مثال المدعو عبدالله بدر متجسدا امامه يعوق التاريخ عن حركته الطبيعية ويدفع البشر بقوة إلى الايمان بالخرافة واستغلال النص المقدس لصالح الذات الغير مقدسة، قد لا يعجبك فولتير ولا ما حفظه عنه العالم من معرفة تفوق ما انتجته كل التيارات المتأسلة منذ وجدت، ليكن أنت حر.. لكن ارجوك تأمل ما فعله استاذ الشريعة والداعية الاسلامى “كما يسمى نفسه” ثم فكر قليلا فى المنفعة التى تعود على الدين “آى دين” من الطعن فى عرض امرأة على الهواء مباشرة ثم تبريره ذلك بالقول أن الرسول كان يفعل ذلك

“ياقوة الله” الرسول كان سبابا ياعبدالله بدر، ثم مواصلة ذلك الفعل الشائن بتوزيع صور جنسية أمام المحكمة التى تنظر القضية التى رفعتها الممثلة، قال استاذ الشريعة انها تدين المرأة التى لجأت إلى القانون والمحاكم لتقتص لنفسها وعرضها، أفهم جدا أن يقدمها للمحكمة ضمن مستندات دفوعه القانونية لكن توزيعها هكذا فى الشارع فعل يمكن توصيفه كجريمة مكتملة الاركان، لكن الكارثة الاكبر من توزيع الصورة هى انه تبين أن من ضمن الصور التى كان يوزعها استاذ الشريعة صورة تم وضع رأس الممثلة على جسد عارضة جنس رومانية بطريقة “الفوتوشوب” مفضوحة ومخجلة.

يا إلهى هذا رجل دين او هكذا يدعى ويظهر فى القنوات ليأخذ الناس دينهم عنه، ووقت محاكمته تضامن معه بعض الرعاع من الذين تركت عقولهم نعمة التفكير منذ زمن تحطيم الاصنام عندما دخل الرسول مكه.. وعبدالله بدر ليس اكثر من صنم صنعته الخرافة والهوس الدينى.

لا تشغل عقلك بعد ذلك فى استناط المبررات التى يسوقها المتحرشين فى معرض دفاعهم عن العبث بأجساد بناتنا فى الشوارع ولا تفكر كثيرا فى الكيفية التى انهارت بها اخلاق المصريين منذ أن ابتلينا بمثل هذا الشيخ الذى تحض لغته الساقطة على كل ما هو منافى للاداب العامة والقيم المتسامحة التى توارثها الشعب المصرى ، إذا كانت هذه هى اخلاق رجال الدين وهذه هى لغتهم فعلى مجتمعنا السلام.

لغة هابطة وساقطة اثناء الحديث فى برامج دينية ثم افتراء على الرسول للتبرير سلوك منحط لا يجرؤ عليه إلا من نصب نفسه بالكذب والفتونة خليفة الله فى الارض ثم ارتكاب فعل فاضح فى الطريق العام بتوزيع صور جنسية ثم كذب وتدليس يعاقب علية القانون بعدما ثبت باليقين أن من ضمن الصور صور مفبركة تماما.

هذه هى الجرائم الاربعة التى ارتكبها استاذ الشريعة فى حق الوطن والدين ولم نسمع كلمة واحدة من كل التيارات المتأسلمة التى صدعت رؤوسنا بالحديث عن تطبيق الشريعة واتخاذ آيات النص المقدس لعبة يتقذفها صبيان السياسة للوصول إلى الحكم والنصب على الشعب بأسم الله ورسوله.

عبدالله بدر وامثاله من المتأسلمين لا يمثلون ولا يدعون إلى الاسلام الذى ادين به ويدين به غالبية الشعب المصرى.

واقولها بملىء فمى وأنا مستريح الضمير أنا كافر تماما بدين المدعو عبدالله بدر واشباهه من المتسربلين زورا بمسوح رجال الدين وهم ليسوا إلا مجموعة مرتزقة وجدوا الدين سلعة رائجة لدى الناس فستغلوها ومشوا فى الارض بالفساد.

مقال منشور فى موقع حقوق بتاريخ 28- 10 -2012