Abdullah Jazaerli > Recent Status Updates

من المفارقات العجيبة، أن أصحاب الأيديولوجيا النسوية يرفضون أن تكون الأنوثة والذكورة أمراً طبيعياً، بل يعزون الفرق بينهما إلى الثقافة والمجتمع
وفي الوقت نفسه يرون المثلية الجنسية أمراً طبيعياً، راجعاً إلى الجينات الوراثية
فيجعلون الطبيعي مصطنعاً مفروضاً، والشاذ طبيعياً فطرياً!

النتيجة الحتمية لهذه التنظيرات تقتضي إمكان تشكيل المرأة (أو الرجل) وفق أي تصور ثقافي

رائدة النسوية الحديثة الفرنسية سيمون دوبوفوار في كتابها المشهور "الجنس الثاني" تقول:
نحن لا نولد امرأة، ولكن نصير امرأة!

تأثرت سيمون بالمبادئ الفلسفية الوجودية من جان بول سارتر، فأنكرت أن يكون للإنسان مصير محدد سلفاً، وبالتالي رفضت وجود شيء اسمه طبيعة نسائية يفرضها التكوين البيولوجي، وقررت أن الأنوثة تُصنع كما تُصنع الفحولة أيضاً

لقد صار من المتداول في الأدبيات النسوية مثلاً: الثناء على المرأة المتحررة، التي تشارك الرجل في جميع الأعمال الخارجية

لكن المسكوت عنه في الغالب أن هناك امرأة أخرى (مربية أو خادمة منزلية) تقوم بهذه الأدوار بدلاً من الأولى!

فالمرأة ليست طبقة اجتماعية مستقلة، بل قد تكون المرأة هي نفسها المضطهدة للمرأة

النسوية الجديدة انتقلت من المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل، إلى العمل على تحطيم مفهوم الذكورة وإلغاء قيم الرجولة من المجتمع، مع السعي إلى رفع قيم الأنوثة إلى مقام المثالية

أدى ذلك أيضاً إلى تفكيك الهوية الجنسية المبنية على ثنائية الذكر والأنثى، والتحالف مع الأقليات الجنسية الغريبة التي أنتجها مجتمع السيولة العصري

إن النقاش يجب أن يبقى مع الأيديولوجيا النسوية حصراً، لا مع المرأة بأي شكل من الأشكال، حتى لا تنتقل المعادلة من غلو إلى غلو مضاد

النسوية والذكورية وجهان لعملة واحدة

الممارسات الذكورية القديمة والحديثة أنتجت الحركة النسوية وسوغت نضالاتها
والغلو النسوي المعاصر أعاد إحياء الذكورية لكن في صور جديدة مختلفة

النسوية الحديثة انتقلت من مجرد حركة حقوقية إلى أيديولوجيا شمولية تؤثر على الفرد والأسرة والمجتمع

النسوية الحديثة بعيدة جداً عن النسوية الأولى التي كانت تهتم بالنضال من أجل حقوق المرأة

الفرق بين الحمد والشكر

الحمد يكون باللسان فقط، والشكر يكون باللسان والقلب والأعضاء

الشكر لا يكون إلا مقابل نعمة، أما الحمد فيكون لكمال المحمود ولو في غير مقابل نعمة

بين التدبير الإلهي والتدخل الإلهي

القول الصحيح في المسألة هو أن صفات الأشياء وخصائصها وقوانين العالم ونواميس الكون حقيقية، ليست وهما أو عادة ذهنية، لكنها تحت حكم الله خاضعة له ينفذها متى يشاء ويبطلها متى يشاء، له الخلق وله الأمر وهو فعال لما يريد

نحن في استدلالنا بمعطيات العلم أو المكتشفات العلمية على وجود الله لا نزعم أننا جعلنا قضية وجود الله موضوعا علميا يخضع للمجهر أو التلسكوب أو جهاز كشف الإشعاع! بل مقصودنا أن هذه المعطيات العلمية هي في حقيقتها مقدمات تقودنا عبر الاستدلال العقلي السليم إلى وجود الله

فالعلم يبحث في المخلوقات، والمخلوقات تدل على الخالق، فالعلم إذن يدل على الخالق

يعتبر باب الخلط بين التفسيرات الغائية الإلهية والتفسيرات الكونية الطبيعية من أعتى أبواب الضلال في فهم الرؤية الإيمانية الصحيحة

فنحن نؤمن أن الله أودع في الأشياء صفات وخصائص وأسباب حقيقية، والله من فوقهم بإرادته ومشيئته يقدّر ويخلق
فإذا وجدنا لظاهرة ما سببا كونيا ماديا فهذا لا ينقض خالقية الله بل يؤكدها ويرسخها
فلا شك أن الله هو الخالق وأن الأسباب المادية من خلقه

دلالة الخلق على الخالق - هذا المبدأ العقلي الفطري أقره القرآن وأقام عليه الكثير من المعاني الإدراكية والإيمانية من وجوب توحيده وعبادته
وحينما أمر الله عباده بالتقوى أمرهم بها لأنه ربهم الذي خلقهم: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
وكثير من الأدلة فيها هذا المعنى عند دعوة العباد إلى اتباع شرع الله وأمره

إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ... ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون

إذا كان المكذب بما لم يعلمه بوجه من الوجوه مذموما في الشرع، كما هو مخالف للعقل، فكيف بالمكذب بما لم يعلمه بحسه فقط (الفلسفة المادية)؟ وإذا كان عدم العلم ليس علما بالعدم، فكيف يكون عدم الإحساس علما بالعدم؟

بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله

ما الدليل على أنه لا يوجد إلا المادة؟ إنما هي فرضية لا يوجد دليل علمي أو عقلي على صحتها

العلم المادي ومؤسساته يسيرون على خطى الفلسفة المادية
فنقطة البداية عندهم ليست هي السؤال أو الحياد، بل هي الإجابة
فلديهم إجابة مسبقة على سؤال وجود الخالق
في الحقيقة هي ليست مجرد إجابة مسبقة بل اعتقاد راسخ

هذا الموقف المبدئي يجعل الأمر في حقيقته ليس بحثا عن الحقيقة، بل سعيا لتبرير الإلحاد وتسويغه
هنا يقفز إلى الذهن مصطلح التبرير، فالدليل في حالة التبرير ليس شيئا حياديا موضوعيا بل منتقى بعناية لترسيخ القناعة المسبقة

وهناك إحكام خاص وتشابه خاص مذكور في الآية 7 من سورة آل عمران
وفي معناهما وقع الاختلاف على أقوال أهمها:

- المحكم ما عُرف المراد منه، والمتشابه ما استأثر الله بعلمه
- المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا، والمتشابه ما احتمال أوجها
- المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان، والمتشابه ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره

في القرآن هناك إحكام عام وتشابه عام
وكل من المحكم والمتشابه بمعناه العام لا يعارض الآخر

فقد وصف الله القرآن كله بأنه محكم (كتاب أحكمت آياته)، أي أنه كلام متقن فصيح يميز بين الحق والباطل والصدق والكذب. وهذا هو الإحكام العام
وقد وصف الله القرآن كله بأنه متشابه (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني)، أي أنه يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة ويصدق بعضه بعضا في المعنى ويماثله. وهذا هو التشابه العام

المُحكَم لغة: مأخوذ من حكمت الدابة وأحكمت بمعنى منعت
والحكم هو الفصل بين الشيئين
وإحكام الكلام: إتقانه بتمييز الصدق من الكذب في أخباره، والرشد من الغي في أوامره. والمحكم منه: ما كان كذلك

والمتشابه لغة: مأخوذ من التشابه وهو أن يشبه أحد الشيئين الآخر. والشبهة: ألا يتميز أحد الشيئين من الآخر لما بينهما من التشابه عينا كان أو معنى

يقول الدكتور عبدالله الشهري:

محاولة إصدار أحكام شمولية من واقع تجريبي ضيق هو تصرف لا مبرر له
لذا يعبر القرآن عن هذا الشعور الوهمي بإصدار أحكام شمولية يعبر عنه بلفظ السلطان
- الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم -

معايير صحة الكتاب الإلهي

1- اتساقه مع الاستنتاج العقلي والحدسي حول الإله
فلا يمكن أن يكون الإله شيء مادي محسوس، فلا بد أن يكون خارجا عن الكون ومستقلا عنه

2- اتساقه الداخلي والخارجي
فلا يمكن وجود نصوص متعارضة تعارضا واضحا داخله
ولا يمكن أن يعارض حقيقة علمية واقعية في الخارج

3- وجود علامات تعطي انطباعا عن المصدر المتعال
- إعجاز القرآن البلاغي واللغوي
- تحقق بعض الأخبار التاريخية
- تركيبه الفريد

5- حجة الوحي
أسهل طريقة للاستدلال على وحدانية الإله هي بالإشارة إلى الوحي
فإذا كان الإله قد أفصح عن نفسه للبشرية وأمكن إثبات أن هذا الوحي منه، فإن ما يقوله عن نفسه صحيح
وهناك طريقتان محتملتان لمعرفة ذلك: داخليا وخارجيا

والمعرفة الداخلية غير ممكنة لأن البشر مختلفين وبالتالي نتائج تفكيرهم ستختلف
كما أن وجود الإله يمكن معرفته عن طريق العقل، أما من هو الإله فلا يمكن ذلك

ومن المنظور الإسلامي: التواصل الخارجي هو القرآن

حجج وحدانية الإله

1- حجة الاستبعاد
وجود أكثر من خالق مستحيل لأنه لا يمكن أن يوجد إلا إرادة واحدة

2- التفريق المفهومي
حتى يمكن أن يكون هناك خالقان فإنه لا بد وأن يكونا مختلفين بطريقة ما
ولا يمكن إثبات أكثر من خالق له نفس الصفات الكاملة لأنهم في الحقيقة سيكونوا في واقع الأمر إلها واحدا

3- مبدأ أوكام
لا ينبغي أن يُلجأ للتعددية بلا ضرورة

4- حجة التعريف
لو كان هناك أكثر من خالق فإن الكون سيكون في حالة فوضى

معضلة يوثيفرو:
هل يكون شيء ما جيد أخلاقيا لأن الإله أمر به؟ أم أن الإله أمر به لأنه شيء أخلاقي

الخطأ في هذه المعضلة هو تجاهل الخيار الثالث الذي يقول بأن الإله هو مصدر الخير بسبب طبيعة الإله الخيرية وأنه كامل الخير
فهذا المعيار هو أصلا من ذات الإله وليس خارجا عنه
فطبيعة الإله الخيرية تحتوي في داخلها المعيار الأخلاقي الكامل والغير اعتباطي

الحقائق الفيزيائية ليست كل الحقائق

ملخص حجة (ماري) التي قدمها فرانك جاكسون:
معرفة ماري بكل الحقائق الطبيعية التي تتعلق بالإدراك البصري والألوان لم تفعل لها شيئا حقيقيا لتهيئتها لتجربة رؤية اللون الأحمر فعليا

تجربة الوعي الخاصة بكل شخص لا يمكن تفسيرها عن طريق العلم التجريبي

ادعاء أن عقولنا تطورت وأصبحت عقلانية لأن قدرتنا على التفكير والتحليل المنطقي وتوصلنا لاعتقادات صحيحة كانت ضرورية للبقاء هو ادعاء خاطئ

لأن قدرتنا على التمييز بين الحقيقة وغير الحقيقة غير ضرورية للبقاء
فالتطور يتمركز حول أهمية البقاء وليس أهمية الحقيقة
فقدرتنا ورغبتنا في الاستكشاف هي في كثير من الحالات ضارة لبقائنا
كما أن هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي للبقاء

الإله هو خالق الكون ويسمو فوقه
وله العلم المطلق والحكمة المطلقة
ومن أسمائه: العليم والحكيم
ولذلك فما يرى الإله أن له قيمة معناه أنه كلي وموضوعي

فمن يدعي أن القيمة التي يعطينا إياها الإله ذاتية وليست موضوعية، هو في الحقيقة لديه سوء فهم لمعنى الذاتية والموضوعية
الذاتية مبنية على عقل الفرد المحدود ومشاعره المحدودة
ولكن منظور الإله مبني على العلم المطلق والحكمة المطلقة، فما يصدر منه فإنه يكون كلي وموضوعي

مما يستفاد من القراءة الصحيحة الشاذة - مع أنه لا يجوز الصلاة والقراءة بها:

- صحة الوجه اللغوي والنحوي
فالقراءة الصحيحة هي التي تكون حَكما على القواعد اللغوية والنحوية لا العكس

- تفسير القراءة المشهورة وبيان معانيها
كقراءة عائشة وحفصة: والصلاة الوسطى صلاة العصر
وقراءة ابن مسعود: فاقطعوا أيمانهما
وقراءة جابر: فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم

القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ
غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى من نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم

والقياس في ضوابط القراءة الصحيحة ما يلي:
- موافقة اللغة العربية بوجه من الوجوه
- موافقة رسم المصاحف العثمانية ولو احتمالا
- صحة إسناد القراءة

قال السيوطي في الإتقان:
أول من صنف في القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام

وقال الإمام ابن الجزري في النشر:
أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب: أبو عبيد القاسم بن سلام
وجعلهم فيما أحسب 25 قارئا مع هؤلاء السبعة
وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط

ثم تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة وجعلوها علما وصاروا أئمة يقتدى بهم ويُرحل إليهم
واشتهر منهم الأئمة السبعة:

نافع بن عبدالرحمن بالمدينة
عبدالله بن كثير بمكة
أبو عمرو بن العلاء بالبصرة
عاصم بن أبي النجود بالكوفة
الكسائي بالكوفة
حمزة الزيات بالكوفة
عبدالله بن عامر بالشام

وقد اختار العلماء 3 قراءات أخرى صحت وتواترت قراءتهم

أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني
يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري
خلف بن هشام البغدادي

من أشهر من أخذ عن الصحابة من التابعين في كل مصر من الأمصار:

المدينة:
ابن المسيب وعروة وسالم والزهري

مكة:
عطاء بن أبي رباح وعبيد بن عمير ومجاهد وطاوس وعكرمة

الكوفة:
علقمة والأسود ومسروق وعبيدة والنخعي والشعبي

البصرة:
ابن سيرين والحسن وأبو عالية وأبو رجاء وقتادة

الشام:
المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان
وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء