حبيبة ’s Reviews > الأسئلة الأربعة لضبط بوصلتك في الحياة > Status Update

تم بحمد الله الجزء الأول.. السؤالان الأول والثاني
يا رب علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
هدنة ونكمل الجزء الثاني بإذن الله :)

إياك أن تشمت بمخطئ أبدًا. فالخطأ نوع ابتلاء، ولكُلٍّ نصيبه منه. وأنت بشر يجري عليك ما يجري على غيرك ممن أخطأ، ولا يبعد أن تقع في خطئه أو غيره أو ربما أسوأ منه؛ كله في النهاية خطأ ما. وإذا كنت قد حُفظت من الوقوع في زلة بعينها فبفضل الله تعالى ورحمته وحفظه، لا "بشطارتك" ؛ فتمهل واتَّئِد وتواضع، ولو من باب شكر ربك ليديم عليك نعمته وعافيته وستره.

ليس هناك إسلام وسطي وإسلام متطرّف وغير ذلك، بل الإسلام واحد والحق واحد.. والأفهام هي التي تصيب فترشد بِهَديه أو تخطئ فتحيد عن هديه. والذي يوصف بالوسطية أو التشدد أو التطرف وما أشبه هو خطاب الدعوة ومنهج الفهم ونهج التدين، لا الدين.

وكم قد تظن أنك كُلِّفَت ما لا تطيق، حتى إذا أذعنت لله موقنًا فيه، يعينك على ما كلفك ويوسع عليك طاقتك.

إن السلف في عصور الإسلام الأولى أقرب الناس قاطبةً لروح العربية وحقيقة الديانة وتلقي فتوح الله تعالى في فهم الأنفس والآفاق. فمن استعلى على إكرامهم حق الإكرام والأخذ الجاد عنهم، كان حقيقًا باستعلاء هويات الغير عليه وصَغارِه في نفسه. وإن الانتساب لذلك الإرث العظيم والقدرة على النهل من تلك الموارد الزاخرة شرف ونعمة، قلّ من يقدرها حق قدرها، وأقل من يؤدي شكرها بحسن استثمارها في نفسه أولًا ثم من يليه.

العلم الحق هو ما رسخ في الفهم، فحُفِظَ في الصدر، فانعكس في العمل به. العلم الحق مادة حياة تخالط الأحياء فيحيون بها، فكرًا ووجدانًا وسلوكًا. أما التعليم الصوري فهو موت داخلي محقق، وحصاد هزيل مفتت لمن اكتفى ببريق سطحه وزخارف أختامه.

احترت ادع، أذنبت استغفر، ضقت سبّح.. هكذا ببساطة ووضوح كالشمس، ضوؤها يغمر الكل ولا ينفي ذلك أنها عزيزة.
ليس من حقك القطع بخاتمة على نفسك وفيك نفس يتردد، وليس من حقك أن تقطع على نفسك الأمل وقد وصلها الله تعالى به حين أنعم عليك بنعمة الإسلام. ❤️

يا بُنيّ، لا يؤيّسك من الخير ما مضى من التفريط، فإنه قد انتبه خلق كثير يعد من الرقاد الطويل.
- ابن الجوزي.

ومنذ متى كان الوقت وحده يغير أي شيء ناهيك أن يغير الإنسان نفسه! إن الإنسان مستعص على أي تغيير خارجي ما لم يكن له منبع من الداخل وصدى في النفس.

أعظم الرزق الحسن الذي يختص الله تعالى به المؤمنين حقًا فهو الطمأنينة في البال والسلامة في الصدر والعافية في الإيمان والرضى في النفس والتقوى في القلب، فمن أعطي هؤلاء فقد طابت دنياه - على تقلباتها - وأفلح في آخرته، ومن منع أولئك لم ينفعه ما حصل من أسباب المتاع.