سجون العقل العربي Quotes

“الديموقراطية ليست هى الشورى، وإن لم يكن هناك تناقض بينهما، فالشورى جزء من كل، هو الديموقراطية، والذى يقول إن فى ذلك تطاولاً على الإسلام، فإن ردى عليه أن الإسلام تكلم عن الشورى وليس عن الديموقراطية، كما تكلم عن الدواب ولم يتكلم عن السيارات والطائرات.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“عالم مجنون هو الذى نعيش وسطه ... عالم حاشد بالمخربين الذين يحملون نار حقد هائلة فى منطقة كلها مواد قابلة للإشتعال : البترول والدين.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“من المؤسف أن أعدادا غير قليلة من العقول في مجتمعاتنا تم اصطيادهم بالبترودولار البدوي وعدد آخر ان اصطيادهم بالبترودولار البعثي، وأعداد غفيرة تم اصطيادهم بقانون جاذبية الوظيفة العامة، وهكذا أصبح الواقع في معظم هذه البلدان شبه خالٍ من المثقف الحر، ودليلي الإضافي على ذلك أن معظم المثقفين في واقعنا يُرددون ذات الآراء في معظم المسائل، وهذه ظاهرة غير إنسانية وغير ثقافية.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“إن العقل في مجتمعاتنا قد أصابته ضربتان أو هزيمتان كبيان، أما الهزيمة الأولى فهي التي تمثلت في اكتساح مدرسة النقل - في القرون من العاشر إلى الثالث عشر الميلادية - مدرسة العقل التي تمثلت في تلاميذ أرسطو وشُرّاحه وعلى رأسهم العقلُ الفذُ "ابن رشد". إن هزيمة هذه المدرسة أغلقت قرونًا من الانتعاش الفكري النسبي ومهدت لقرون من الركود والجمود والخمود. وأما الهزيمة الثانية فهي هزيمة مدرسة التنوير المصرية، والتي شخّصها أحمد لطفي السيد وسلامة موسى وطه حسين وعلي عبد الرازق والعقاد "قبل تراجعه الذي عاصر فصله من الوفد" وربما كان آخر هؤلاء لويس عوض وحسين فوزي وزكي نجيب محمود. كانت مصر في العشرينيات تبحث عن تألق ثقافي بوصفها واحدة من درر البحر المتوسط وعلى أساس من ثمار عصر النهضة. ولكن ظروفنا معروفة واكبت المد الفاشي في الثلاثينيات وكذلك هزيمة الليبرالية المصرية جعلت مدرسة التنوير الحديثة في مصر تنهزم لصالح قوى الفاشية أو الرجعية. ومع ذلك فإنني على يقين أن مدرسة تنوير ثالثة بدأت في التواجد على الساحة الآن وأن المستقبل لها، حتى وإن لم ير التنويريون المعاصرون حدوث ذلك في حياتهم، ويقيني مطلق في أن معركة التقدم مع التخلف لها نهاية واحدة، هي انتصار التقدم وانحسار التخلف، ولكننا قد لا نرى نهاية هذه المعركة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الإنسان بطبيعته قابل لأن يكون ضيق الصدر، وفي أحيان غير قليلة معاديا، لمن يختلفون عنه اختلافات كبيرة. ومن صور الاختلاف التباين في الدين والعرق والمعتقدات والعادات والمقدسات والاختلافات الحضارية والثقافة بشتى صورها. وعبر التاريخ كانت هذه الاختلافات، مع اختلاف المصالح، بمثابة الوقود الذي أشعل مرارا الحروب العديدة التي حُشد بها تاريخ الإنسان على الأرض.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الثقافة الوهابية هي ثقافة ظلامية لا يكاد يوجد فيها مجال لإعمال العقل.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“المتعصب الإسلامي لا ينافسه في درجة التعصب ويتفوق عليه إلا المتعصب اليهودي، وإن سهلت على الثاني عملية التجميل بسبب انتمائه الثقافي الغربي، وصعبت على الأول عملية التجميل بسبب بدائيته وانفصاله عن العصر وعدم فهمه الحضارة الغربية.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الشك في كل الأمور هو أمر صحي وعلمي يضمن لنا - كبشر - أن نستمر في التعلم ومراجعة الأمور، مراجعة لا تتوقف، يكون من شأنها مزيدا من النضج العقلي.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“عندما يكون النظام التعليمي قائما على "كم المادة محل الدراسة" وليس "نوع القيم المراد زرعها في العقول"، وعندما يُكرس النظام التعليمي تقديس الحكام والامتنان لهم، وعندما تسود الثقافة والبيئة التعليمية روح البعد الواحد، فالصوابهو أمر محدد بالذات، وليس روح التعددية وهي جوهر التمدن والتحضر والتقدم، وعندما تخلو برامج التعليم من تأصيل قيمة قبول النقد وتعلم النقد الذاتي، عندما تتوافركل هذه الأبعاد في البرامج التعليمية والبيئة الدراسية، فمن الطبيعي أن تكون مؤسسة التعليم قد شاركت بدور رئيسي في تدعيم السلبية عند من سيكونون في الغد القريب المواطنين الذينياسمون بأكبر قدر من السلبية في مواجهة الحياة والشؤون العامة والقضايا السياسية والمجتمعية بما في ذلك تقاعسهم المفهوم عن المشاركة في الحياة السياسية وكفرهم بجدوى ذلك ناهيك عن افتقادهم في المقام الأول لعنصر الاختيار والذي هو جوهر عملية المشاركة في الحياة السياسية.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“إن أملي كبير في أن تكون الأقليات في البلدان الناطقة باللغة العربية هي "الموصل" لعدوى التقدم والسير تجاه "العصر الذي نعيشه"، لا تجاه الماضي الذي ينتمي لظلام القرون الوسطى.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“لقد كان للآخر دورا رائعا في حياتنا خلال القرنين الماضيين في سائر المجالات، ومن بين ذلك الصحافة والمسرح والأدب والترجمة والفكر، بل إنني أزعم أن مصر كانت بوتقة انصهار المصري مع الآخر إيجابيا مُنتِجا وفعالا، أنتج عشرات الآثار الراقية والجميلة، أما العزلة فقد أنتجت قبحا لا يخفى اليوم على أحد.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“العقل القبلي البدوي لا يستطيع أن يفهم معنى كلمة "الإنسانية".”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“العقل القبلي لا يستطيع أن يُدرك إلا أن الآخر هو العدو الذي يُريد هدمنا وينبغي علينا مُحاربته بالسيف واللسان، وتلك ظاهرة طبيعية بالنسبة لمناخ ثقافي مثل مناخ الصحراء التي ليس فيها إلا القبلية والعزلة والرمال التي من ورائها يأتي الخطر.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“لقد حاول ابن رشد منذ ثمانية قرون إحياء العقل وإبراز قيمته الكبرى فضربه الجميع في مجتمعاتنا، وتبنته فرنسا ليكون أداتها الكبرى في هزيمة الثيوقراطية.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“ضيق الصدر بالنقد من المسائل التي تتغلغل في عقول أبناء وبنات مجتمعنا منذ الصغر ويترسخ كأحد ملامح ثقافتنا، ثم تأتي سلبيات أخرى شاعت في تفكيرنا المعاصر لتجعل المسألة بالغة الحدة: فعندما يجتمع ضيق الصدر بالنقد مع تقلص السماحة واتسام التفكير بالشخصانية، والبعد عن الموضوعية، مع النظرة الضيقة للآخرين، بصفتهم معنا أو ضدنا، والتعصب الشديد لأمجاد ماضينا والميل الجارف لمدح الذات، عندما يجتمع ضيق الصدر بالنقد مع هذه المعالم الأخرى الواضحة التي شاعت في جونا الثقافي، فإن حدة ودرجة الضيق بالنقد تبلغ أبعد مدى، وتُصبح النظر للنقد مشوبة بالغضب والتوتر والشك في النوايا والإحساس بوجود خطر متربص بنا، ولن يكون من العسير علينا إدماج كل ذلك في الاعتقاد بوجود تآمر كامل ضدنا.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“واصلت ثقافتنا نظرتها العاطفية الممزوجة بالغضب تجاه النقد بوجه عام وتجاه نقد المسلمات - وما أكثرها في واقعنا - والشخصيات التي تتبوأ مواقع القيادة، بل إننا - في حالات غير قليلة - ننظر لنقد هذه الجهات وكأنه عمل تخريبي وهدّام، بل يصل الشعور تجاهه أحيانا لحد اعتباره عملا يقرب من أعمال الخيانة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“يتفق الدارسون الأجانب للشئون المصرية المعاصرة على حدوث تدهور كبير في لغة الحوار في كصر، لا سيما عندما توجد وجهتا نظر مختلفة حول شأن من الشئون الهامة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الثقافة الغربية هي ثقافة ذات بعد غربي لا يُنكر، إلا أنها أيضا ذات بعد إنساني، بمعنى أن الكثير من المحصول الثقافي الغربي ليس غربيا، وإنما وفد من ثقافات أخرى سابقة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الموقف العربي في الحقيقة ليس موقفا، وإنما خلطة من المشاعر والانفعالات والأفكار المتضاربة، والتي يتسم معظمها بالخيال منبت الصلة بالواقع أو الإغراق في الماضوية أو التلون الشديد بالمذهبية أو الإيديولوجية في زمن تراجع فيه بشدة دور المذهبية أو الإيديولوجية، ناهيك عن اتسام معظم المواقف العربية بعيوب الفكر العربي المعاصر، الأفكار النمطية، ثقافة الكلام الكبير، الخلو من الموضوعية، الهجرة لأمجاد قديمة مشكوك علميا في أن بعضها قد وجد يوما.. إلخ.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“هذا المذهب - الوهابى - الصغير فى قيمته الفكرية والذى لولا البترودولار وغفلة العالم ما وصل لما وصل إليه اليوم حيث أصبح بالغ الخطورة على سلام البشر وعلى الإنسانية وأضيف وبكل صدق "على الإسلام والمسلمين"، وأعنى هنا المسلمين الذين عرفهم العالم فى مصر وسوريا ولبنان والعراق وتركيا منذ نصف قرن كنموذج للتسامح والتواصل مع الآخر والتعايش مع الديانات والثقافات المختلفة، ولكن هؤلاء المسلمين هم الذين أصبحوا بفعل حكام طغاة مستبدين وفاسدين فى ظروف معيشية متدنية تجعلهم فريسة سهلة للفهم الوهابى للإسلام المدعوم بشلالات البترودولار.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“لا شك أن نظم الحكم الاستبدادية يلائمها المواطن المحلى الصرف والمنبت الصلة بالعالم الخارجى والذى يعتقد أن "الحداثة" هو الوجه الآخر "للتبعية"، فمواطن كهذا لن يؤمن أيضاً بأن "الديموقراطية" ثمرة الإنسانية وأنها "منتج إنسانى" وليست بضاعة غريبة "للغربيين" - كما أنه سيدرك (وهو أمر غير مرغوب فيه) أن القول بأن لكل مجتمع "نوع خاص من الديموقراطية يناسبه" هو "كلام مغرض إلى أبعد حد"، فمن المؤكد أن هناك صوراً عديدة للديموقراطية .. ولكن من المؤكد أيضاً أنها كلها تتضمن آليات محاسبة تهبط بالحكام من "أفق السادة" إلى "أفق خدمة المجتمع".”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“إن تصور اندماج المسلمين فى الإنسانية وارد عند الفهم غير الوهابى للإسلام (لاسيما قبيل الذيع للثقافة الوهابية خلال القرن الأخير) .. أما حسب الفهم الوهابى وثقافته فإن هذا الاندماج "مستحيل" و"مرفوض" ومرادف لمصطلح "البعية" الذى يروجه كل من سيطرت الثقافة الوهابية على تفكيره.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“إن الفهم الوهابى للإسلام لا يُتصور أن يسمح بوجود مجتمعات مثل الإسكندرية والقاهرة وإسطنبول وبيروت ودمشق وحلب كما كانت تلك المدن فى سنة 1900 على سبيل المثال. وعلى النقيض، فإن هذا الفهم النجدى للإسلام يجعل المسلمين (من أتباعه) فى "حالة تصادم دائمة" مع الآخرين والعصر والحداثة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الواقع أن الآخر ليس شيطانا وليس أيضا ملاكا.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“النقد أداة يتعلمها ويكتسبها الإنسان منذ فجر وعيه وإدراكه.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“النقد للأشياء والظواهر والأفكار والأشخاص والمسلمات هو "مَعلم" من معالك الثقافة التي ساهمت في بناء المجتمعات الغربية المتقدمة.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“إن تاريخ الإنسانية قد شهد تحولات إيجابية في نمو ظاهرة قبول الإنسان لكون هذه الاختلافات من الأمور الطبيعية والملازمة لحياة البشر على الأرض. بمعنى أن الإنسان أصبح عبر القرون أقل رفضا وغضبا من تلك الاختلافات وأكثر قبولا للتعايش معها. ومع تطور الحيلة المدنية، نما شعور بأن لوم الآخرين لمجرد كونهم مختلفين، هو موقف غير إنساني وقد يبلغ حد أن يكون همجيا.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“عندما نشر طه حسين كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" كانت هناك كتابات رصينة ترفضه وتنقده، ولكن إلى جوارها كانت هناك كتابات هابطة لا تدخل إلا تحت مسمى السباب بالفصحى والردح بالعامية.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“خلال العقود الخمسة الأخيرة، كانت الحياة العامة في واقعنا متأثرة، أقوى تأثير، بحقيقتين كبيرتين، هي أن نظام الحكم الذي أُسس في مصر سنة ١٩٥٢ كان ضيق الصدر للغياية بآراء معارضيه بل ناقديه. ولست هنا بصدد تقييم عهد برمته، ولكنني أقول فقط إن ذلك العهد كان من البداية يتعامل مع معارضيه وناقديه بيد من حديد، مع إعلام مواز يبث على هؤلاء المعارضين والناقدين حمما بركانية بما لا يبقى ولا يذر. وفي نفس الوقت، وهذه هي الحقيقة الثانية، فإن أقوى تيار سياسي، نزل لعمليات تحت الأرض، كان تيار الإخوان المسلمين، والذين كانوا ولا يزالون متفوقين على الجميع في التعامل مع معارضيهم وناقديهم إما بيد من حديد أو بسيول من الخطب والكتابات التي لا تقل فاشية عت اليد الحديدية الفعلية.وهكذا كنا فوق الأرض مع أناس لا يقبلون أقل من مسح الأرض بمعارضيهم وناقديهم، وكنا في نفس الوقت تحت الأرض مع أناس يتفوقون على الجميع في تحطيم معارضيهم وناقديهم ماديا ومعنويا.
وفي ظل هذه الأجواء من الفاشية في التعامل مع المعارضين والناقدين شبت أجيال وتكون مناخ عام يكاد لا يعرف الحوار الحالي من التهم وتوسعة جبهة المعركة والنزول لدرك التراشق بحجارة مهولة من السباب والتجريح، في محاولة لاستئصال الوجود المعنوي للطرف الآخر المعارض أو الناقد.
في ظل مناخ عام كهذا، يصبح الكلام عن قبول الآخر واتساع الصدور للنقد وتعميق النقد الذاتي وتوسعة الهامش الموضوعي في التفكير والجدل وقبول التعددية قبولا حقيقيا راسخا وواسعا، تُصبح هذه القيم نغمة نشاذ واستثناء بحت. ورغم أن هناك نماذج رائعة ومثالية في هذا المجال، إلا أنها للأسف أقل عددا بشكل كبير في مواجهة تيار عارم من الحوار والكلام والكتابة الفاشية التي نبتت ونمت واستفحل وجودها وانتشارها في ظلال الفاشية، وأغلب الظن أننا سنعيش مع هذه الظاهرة لعدة سنوات حتى تكتمل وتنجح عملية التحول الاقتصادي الجارية حاليا وتختلف مكونات الحياة العامة اختلافا لا يترك مجالا لأبناء التيار الفاشي في الفكر والخطابة والكتابة إلا أن يكونوا مجرد آثار تُمثل مرحلة مررنا بها ولونت العديد من أبناء مجتمعنا بلونها حتى انتهت، بسبب المتغيرات العالمية، كل أسباب بقائهم، وهو أمر كما ذكرت سيستغرق عدة سنوات.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي

“الفقه الإسلامي عمل "بشري" قابل للنقد والنقض والتطوير.”
― طارق حجي, سجون العقل العربي