نور > Recent Status Updates

يرى الإسلام أنّ الإنسان يتعرض لخطر الذوبان، لأنه عندما يمارس كل ما يشاء، يذوب في مشيئته ومشيئة الإنسان الناتجة عن الحاجات الجسدية، في الحقيقة تعتبر طغيان الأرض أو طغيان الجسد أو طغيان الماديات أو على حد تعبير القرآن طغيان آلهةٍ غير الله على الإنسان. فإذا مارس الإنسان كلّ شيءٍ يرغبه فمعنى ذلك أنّ سماءه قد تحطمت وأنّه أصبح أرضيًا فحسب.

ما هو هذا الإكسير الذي ينضح من قلبي؟ الذي يجعل من الفقر غنىً مطلقا؟ ويصنع من الهزيمة والموت نصرا وعظمة ومن الوحدة يصل إلى العرفان ومن الألم والغم تنبت حديقة من الحب والعشق؟ يستطيع أن يقدم مقابل الوحشية أرقى مظاهر الإنسانية ويخلق مقابل الأنانيات وقصر النظر أعظم التضحيات والتفاني؟ ما هي هذه الحرقة التي تموج داخلي؟ وما هو هذا العشق الذي يهز كل خلايا قلبي؟ ما هي هذه المشاعر التي تخضع كل ذرات وجودي للعبادة بين يدي المعبود

علمتُ أنّ عاقبتي.. حياتي ومماتي.. وعزّتي وذُلّي.. بيدك أنت. لذا غدوتُ حُرًّا من المُحزِّنات الكثيرة.

ما أجمل الإعتماد على الله والتحليق بقلبٍ مطمئنٍ حين تعصف العواصف، والتخبط بكلّ عشقٍ في قعر الزوابع الخطرة.
ما أجمل البقاء مع الله فقط والإنقطاع عن العالم كلّه، واليأس تمامًا من كلّ مكان وكلّ شخص، ودون أيّ أملٍ وأمنيةٍ وكوّة نور، غير الله.
ربّاه، من يعلم بحياتنا العاصفة؟ ومن يُحِسُّ بلحظاتنا الثقيلة والخطيرة والقاتلة؟ وجودنا وكلّ ما نملك، المهدّد بخطر الزوال.

أحبّه كثيرًا. إنه ربي. قبلة مناجاتي. رفيق لياليَّ المظلمة. الوحيد الذي لم يتركني في أيّ حال، وأنا أيضًا لم أترك ذكره في ضميري أبدًا.
كل وجودي مغمورٌ بعشقه ومحبته، لكنني اخاف منه، أخجل من حضوره، أتجنبه على الدوام، أناديه، أناجيه من خلف الستار، أراسله، أدلُّ الجميع إليه، أذرف الدمع للقائه، لكن وعندما يأتي لملاقاتي، أنا من يتجنب ذلك، أختفي، أغرق في صمتٍ مميت. لا جرأة لديّ على ملاقاته. لست أجد في نفسي صفاء حضوره.

حينما يقابل الإنسان ربه في الصلاة، يشعر بالصحبة والتحدث والتقرب. ولا شك أنّ الصحبة تُكسِب الإنسان صفات الصاحب والصديق.
الحديث الشريف يقول: "تخلقوا بأخلاق الله". كيف يمكننا أن نتخلق بأخلاق الله؟ حينما نشعر بأننا أمام الله، نتحدث مع الله، نناجي الله، نشكو إلى الله؛ في مثل هذه الحالة، وبحسب التكرار نشعر بالإكتساب من هذه الصفات الإلهية.

إذا كان الإحساس البشري معزولًا عن الإيمان بالغيب، لا يمكن أن يدرك الإيمان بالقيم وبالمثل المطلقة وهنا المحنة الكبرى. عندما يفقد الإنسان الإيمان بالقيم المطلقة، فلن تكون هناك صداقة ولا عداوة، ولا صدق ولا حق، بل هناك المصلحة، وهناك الأنانية. فيصبح كل إنسان إلهًا في زعمه، غريبًا في حياته، منفصلًا عن بني نوعه، شريكًا معهم في المصالح؛ فيتحول العالم إلى شركات لا إلى وحدات.

فكون القرآن في زماننا هذا باللغة العربية، يعني باللغة التي نزل القرآن عليها وبها، ماذا يُفهم من هذه الكلمات؟ نفهم أن هذه الآيات بألفاظها من قبل الله تعالى، هذا مهم جدًا. هذا هو خلود الإسلام يعني أنت حينما تسمع القرآن تسمع كلام الله دون وساطة. فإذًا أنت في كل عصر وفي كل زمان وفي كل قرن تسمع كلام الله للإهتداء والهداية.

في اللحظات الأخيرة من حياته الشريفة كان أبو عبد الله عليه السلام وهو في تلك الوحدة القاتلة حيث فقد القدرة على الحركة والقدرة على محاربة العدو والقدرة على الوقوف على رجليه كان يتجلّى عزّةً ويمتلئ حديثه غيرةً ويتعاظم وجوده، ويتألف كبرياءً وجلالًا...
نعم، فهذا بدن الحسين أمامكم مزِقوه ما استطعتم بالسيوف والحِراب، لكن روح الحسين الحيّة لا تقبل أن يقترب أحدهم من خيام حرمه...

عندما يقال ماذا عمل الحسين وكيف استطاع إحياء الإسلام بدمه؟ يكون جواب ذلك إن الحسين بن علي قد نفخ روحًا جديدة في النفوس وحرك دماء المسلمين وجعلها تغلي في العروق وأثار الغيرة ومنح العشق والقيم المثالية للناس، لقد أوجد فيهم حس الاستغناء والاكتفاء الذاتي لقد أعطاهم درسًا بليغًا في المقاومة والصمود وتحمل الشدائد والصبر على الصعاب وأسقط عنهم حاجز الخوف والرعب وخلق منهم بطولات وشجاعة بعد أن كانوا غارقين في جبنهم حتى النخاع.

لماذا لا نتحدث عن واقعة كربلاء إلا من زاوية صفحتها السوداء المظلمة فقط؟ لماذا لا نتحدث إلا عن جرائم كربلاء فقط؟ ولماذا لا نطالع شخصية الحسين بن عليّ إلا من زاوية كونه معتدى عليه؟ ولماذا لا نرفع من الشعارات باسم الحسين إلا تلك المأخوذة من الصفحة المظلمة؟ لماذا ترانا نقلل من أهمية تلك الصفحة النّورانيّة من واقعة كربلاء، في الوقت الذي نعلم فيه أنّ الجانب الحماسيّ لهذه الواقعة يعادل مئة مرة الجانب الجنائي والمأساوي فيها.

ونحن إذ نسكب دمعنا عليه إنّما نسكبه حتى تنسجم روحنا مع روحه وتتعالى روحنا قليلًا لتلتحم مع الرّوح الحسينيّة، ولو أنّ ذرةً من همته أو من غيرته أو من حريته أو من إيمانه أو تقواه أو توحيده تشع علينا فتُسيل مجاري الدمع من مآقينا فإنّ ذلك الدمع سيكون بلا شك ذا قيمةٍ بالغة، ولو قالوا لك إنّ قيمة ذلك بحجم جناح ذبابة فإن ذلك ينبغي أن يكون عندك بقيمة الدنيا كلّها.

يا ربّي العظيم، ماذا بقي لي؟ على أيّ أساسٍ يجب أن أضع اسمي؟ هل جلدي وعظمي هما من سيحدّدان اسمي وشخصيّتي؟ هل ستكون أمنياتي وتصوّراتي وآمالي مكنونًا لشخصيّتي؟ أيُّ شيءٍ يشّكل هذه «الأنا» أيُّ شيءٍ هو ذاك الّذي يعرّفني النّاس به؟
أنظُرُ في وجودي، أبحث في ما حولي كي أتبيّن مَعلَمًا لكياني ليصبح قابلًا للفهم، على الأقل بالنّسبة لي.
في هذه الأثناء، لستُ أنا سوى قلبٍ محترقٍ تتصاعد منه ألسنة اللّهب...

”أيّها القلب! ما تفعل؟ أتبقى أو تذهب؟ آهٍ من ذلك الاختيار الذي يبعدك عن الحسين عليه السلام! أيّ اختيارٍ هذا لتسلكه؟ عليك أن تدير ظهرك لإرادة الحقّ.

أيّها القلب، انظر جيّدًا حتى ترى قلادة الدنيا حول رقابهم، وترى رأس القلادة في يد الشيطان. يعتقد هؤلاء أنّ هذا الطريق يسير حسب اختيارهم، غافلون، إنّ الشيطان يخدع أصحاب الدنيا بذات الغرائز الموجودة في داخلهم.“

عندما أنهى البعثيون ضرب عليّ آقايي وشتمه توجّه بوجهه المزرقّ إلى الملازم فاضل وقال: «أيّها الملازم! هناك سبب آخر لعدم تأديتي التحيّة العسكريّة لك!» كان الملازم فاضل ينتظر ليرى ما يقوله عليّ. تابع وقال: «أيّها الملازم! عدم تأديتي التحيّة العسكريّة لك لها جذورٌ في مسألة التولّي والتبرّي، الموالاة لأولياء اللّه والمعاداة لأعدائهم، وأنتم أعداء اللّه وأعداء أهل بيت رسول اللّه!»

«لديك قبران يا سيّد، قبرٌ لقدمك، وقبرٌ لك، لا أحد يعلم عندما تموت، إن كنت ستلحق بقدمك إلى الجنة، أم أنّها ستلحق بك إلى جهنم»...

«كان الشباب يتكلّمون بقوّة خلال التحقيق، كنت اعتقد أنّ الأسير لا يملك إلّا سلاح لسانه. إنّ فعاليّة هذا السّلاح في كربلاء، والذي لجأت إليه السيّدة زينب لا يخفى على أحد. في كثيرٍ من الأحيان، كان هذا السلاح عند الأسرى الإيرانيّين أكثر تأثيرًا من الرّصاص وقذائف ال "آر.بي.جي".»

«كان شمرٌ يصلي معنا ثم يقول: اللهم انك تعلم اني شريفٌ فاغفر لي. قلت: كيف يغفر اللّه لك وقد اعنت على قتل ابن رسول اللّه؟ قال: ويحك فكيف نصنع أنّ امراءنا هؤلاء أمرونا فلم نخالفهم، ولو خالفناهم كنا شرًا من هذه الحمر الشقاء» !
«يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولا * وَ قالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا»