عبيد الله > Recent Status Updates

وشتان بين انسانية الاسلام هذه وبين غيرها من الرؤى الانسانية فمثلا انجبت الحضارة الاغريقية قلسفة انسانية قوية ، تبناها الغرب واعتبرها نموذجا يحتذى من عصر النهضة ، بيد ان تلك الفلسفة الانسانية الإغريقية على نزعة طبيعية مبالغ فيها ، افضى الى تأليه الانسان بل تأليه رذائله.
وهذا هو السر في ان الاغريقي لم يجد غضاضة في تصوير آلهته ككائنات يخدع كل منهما الآخر ويتآمر ضده ، ولا تتورع عن الزنا والسرقة وسفاح أولي القربى .

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
[سُورَةُ الأَحْزَابِ: ٧٢]

التكليف هو أساس إنسانية الانسان وهو لب معناها ومحتواها ، وقبول الانسان تحمل هذا العبء يضعه في مكانة أسمى من المخلوقات. ومن هذ التكيف تتشكل الاهمية الكونية للانسان.

في 10 أبريل 1948 داهم اليهود قرية دير ياسين التابعة للقدس وفتكوا بأهلها و ذبحوا 250 نسمة من غير تفريق بين شيخ أو طفل ولا بين امرأة أو رجل ومثلوا فيهم ببقر البطون وتقطيع الأيدي والأرجل وتحطيم الجماجم ثم ألقوا بهم في بئر القرية ولم تتدخل القوات البريطانية رغم قربها من المكان.
وتكررت المأساة في قرية ناصر الدين بالغرب من طبرية فمحوها من الوجود وأحرقوا بيوتها وقتلوا سكانها.

كما أن الطاعة تنور القلب ، وتجلوه ، وتصقله ، وتقويه ، وتثبته ، حتى يصير كالمرآة المصقولة في جلائها وصفائها فيمتلئ نورا ، فاذا دنا الشيطان منه ، أصابه من نوره مايصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب ، فالشيطان يفرق من هذا القلب أشد من فرق الذئب من الاسد.
( يفرق أي : يخاف)

فإن الكمال الانساني مداره على أصلين : معرفة الحق من الباطل ، وايثاره عليه.

الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى ، الذي من دخله كان من الآمنين.

ولولا حلم الله ومغفرته ، لزالت السماوات والارض من معاصي العباد.


 {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}.